الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 426 ] الباب الثامن والعشرون

                                                                                                                فــــي

                                                                                                                الحلــــى

                                                                                                                وهو فصلان :

                                                                                                                الفصل الأول

                                                                                                                أول ما يذكر من الإنسان سنه ، ثم لونه ، ثم قده ، ثم جبينه ، ثم جبهته ، ثم حاجباه ، ثم عيناه ، ثم أنفه ، ثم وجنته ، ثم فمه ، ثم لحيته ، ثم أسنانه ، ثم عنقه ، ثم يداه ، ثم صدره ، ثم رجلاه ، وما أمكن ذكره من أثر أو شامة أو حسة ، أو ثؤلول ، أو نمش ، أو كلف ، أو جدري ، أو لعوط أو شروط . وأورد ذلك مرتبا إن شاء الله :

                                                                                                                السـن ، طفل ورضيع ، ثم صبي ، ثم قارب البلوغ : يافع ويفعة ومراهق ، ثم بعد البلوغ : شاب إلى ثلاثين سنة ، ثم كهل إلى ستين سنة ، ثم شيخ إلى آخر العمر ، وإذا كان الصبي طوله أربعة أشبار : فرباعي القد ، أو خمسة : فخماسي القد ، أو ستة : فسداسي القد .

                                                                                                                اللـون ، شديد السواد ، خالصه ، حالك باللام ، وحانك بالنون ، والممزوج ، سواده بصفرة ، أصحم ، وكدر اللون أرير وصافيه أصفر ، والبعيد عن الصفرة مع السواد قليل : آدم اللون ، والمرأة أدمى ، وفوق الأدمة يقال : شديد الأدمة ، والمفارق لذلك المائل إلى البياض والحمرة ، صافي السمرة بحمرة . والصافي الخالص من الحمرة رقيق السمرة ، ولا يقول المورقون في الحلى : أبيض ; لأن [ ص: 427 ] البياض على زعمهم هو البرص ، وليس كما قالوا ، قال الله تعالى : ( يوم تبيض وجوه ) وليس المراد البرص ، وإلا لانعكس المدح ، وقال الشاعر :


                                                                                                                وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامـل



                                                                                                                وظاهر البياض : أفصح ، والأبيض بشقرة : أشقر ومع ذلك حمرة زائدة السر ، والذي بوجهه [ . . . ] وراجدر .

                                                                                                                القـد ، الزائد الطول : عتيق القامة ، والناقص عن ذلك : عطنط القامة ، والناقص عن ذلك : تام القامة ، والناقص عن ذلك : معتدل القامة ، والناقص عن ذلك : ربع القامة ، والناقص عن ذلك : حسير القامة ويجترها ، فإن زاد حتى يصير كالصبي قيل : دحداح ، والشيخ الطويل إذا انحنى : أسيف القامة ، والمرأة : سيفاء .

                                                                                                                الجبهة والجبين ، والفرق بينهما : أن الجبهة موضع السجود ، والجبينان : جانبا موضع السجود ، فإذا عرضت الجبهة وتوسعت قيل : رحب الجبهة ، وإن اعتدل عظمها واتسعت جدا قيل : أغر ، وامرأة غراء ، وإن تطامن وسطها قيل : أفرق ، وإن استوى عظمها وقدرها وسلمت من انكماش قيل : واضح الجبهة ، أو ضاقت قيل : ضيق الجبهة مدنيها ، وذات انكماش يسير يقال : بها انكماش يسير أسارير وكثير غضون ، وإن صغرت الجبهة وضاقت قيل : ضيق الجبهة ، وإن نزل شعر رأسه من وسط جبهته ، وخلا جانباها من الشعر مما يلي الصدغين ، قيل أنزع ، وإن عمتها من جميع الجهات قيل : أغم .

                                                                                                                [ ص: 428 ] الحواجــب ، متصل شعرها : مقرون الحاجبين خفيا ، ومفترقها : أبلج الحاجبين ، وامرأة بلجاء ، وإن كان بلجه منكمشا قيل ببلجه غضون ، وإن خف ذلك قيل : بينهما خطوط ، أو خطان ، أو خط ، فإن كان بينهما شبه خط بالمشراط قيل : بينهما شروط أو شرط ، فإن كان شعر الحاجبين ورقا وتقوسا قيل : أزج الحاجبين ، فإن غزر حجبهما قيل : أوطف شعر الحاجبين ، وامرأة وطفاء ، وإن غزر وطال قيل : أزب ، وامرأة زباء ، ومهلهل شعر الحاجبين ، وامرأة مهلهلة ، فإن سقط شعرهما : فأمعط ، والمرأة معطاء .

                                                                                                                العيــنان ، إن اتسعت فأعين ، والمرأة : عيناء ، وإن انفتح جفن العين الأعلى وكثر لحمه : فأنحط ، وامرأة نحطاء ، أو قل لحم الجفون وغارت الحدقتان : فغائر العينين ، أو قل لحم الجفون ونتأت الحدقتان : فجاحظ العينين ، وامرأة كذلك ، أو غارت العيون أو صغرت ، فأحوص ، وقيل : الحوص : الغرور مع الضعف ، فإن صغرتا فأخفش ، وقيل : الخفش الصغر مع الانكماش ، فإن زاد على ذلك حتى لا يرى إلا ما قاربه ، فهو أكمش ، أو بها رطوبة ، فمرطوب العين ، وإن اشتد سواد العينين : فأدعج ، وامرأة دعجاء ، أو أسود أطراف الجفون : فأكحل ، وامرأة كحلاء ، أو اشتد سوادهما وصفا بياضهما ، واتسع ما بين الأجفان : فأحور ، وامرأة حوراء ، أو خالط سواد العين خضرة يسيرة ، فأشهل ، وامرأة شهلاء ، أو سوادهما بين الحمرة والسواد ، فأشهل ، فإن خالط بياضهما حمرة فأشجر ، وامرأة شجراء ، أو زرقة ، فأزرق العين ، فإن خالط الحمرة زرقة ، فأشكل ، وطويل الأشفار : أوطف ، وإن كانت إحداهما زرقاء ، والأخرى سوداء : فأخيف ، وامرأة خيفاء ، وإن أقبل الناظر إلى الناظر ، وكل واحدة من [ ص: 429 ] العينين تنظر إلى الأخرى ، أو ينظر بإحداهما إلى أنفه ، فهو أقبل العينين ، وهو دون الحول ، والذي ينظر بمؤخر العينين إلى الأخرى يقال : بهما قبل ، فإن ارتفع الناظر إلى أعلى ولم يمكن النظر إلى النور : فأجهر ، أو دونه فهو أدرش ، وامرأة درشاء ، أو سالت إحداهما إلى الأحط ، وهو مؤخر العين أو إلى مقدمهما ، فهو أحول ، وإن كان ينظر إلى غيرك وتحسبه ينظر إليك : فأشطر ، وهو قريب من الحول ، وإن لم يستطع النظر إلى النور : فأجهر ، وهو الذي لا يبصر بالنهار ، والذي لا يبصر بالليل أعشى ، أو انقلب جفن العين : فأشرى ، أو تساقط شعر الأجفان : فأعمش ، أو ذهبت إحدى الحدقتين فأعور ، وتقول في البياض بعينه اليمنى : إبياض ، أو اليسرى : عشي الناظر أو بعضه ، أو عشي السواد أو بعضه على ما يحده ، والأعمى مكفوف الباصر ، وضرير العينين ، وإن كانتا مفتوحتين قيل : قائم العينين ضريرهما .

                                                                                                                الأنـف ، إذا ارتفعت قصبته واحدودب وسطهما قيل : أقنى الأنف ، وإن غلظ حرفه ثم استوى : فأدلف ، وإذا قصر الأنف وصغرت الأرنبة ، وارتفعت عن الشفة : فأخنس ، وامرأة خنساء ، وإن عرضت الأرنبة واطمأنت القصبة ، وانتشر المنخران ، وانفطس رأس الأنف : فأفطس ، فإن اطمأن وسطه وارتفعت الأرنبة : فأفقم الأنف ، فإن قصر الارتفاع وغلظ قيل : أختم الأنف ، وامرأة ختماء الأنف ، فإن اعتدلت قصبته فأرنبته : فأفعا ، وامرأة فعواء ، فإن غلظت الأرنبة قيل : غليظ الأرنبة ، فإن اتسع المنخران اتساعا فاحشا : قيل واسع المنخرين .

                                                                                                                الوجنتان والخدان ، الخد : مجرى الدمع ، والوجنة العظم الشاخص تحت العين ، إن اعتدل لحم الخدين ، واستوى عظم الوجنتين : فأسيل الخدين ، وامرأة [ ص: 430 ] أسيلة الخدين ، فإن ضاق الوجه وصغر جدا : فضيق الوجه ، وصغير الوجه ، وإن أنضم الخدان الفم ، فمضموم الخدين ، أو انتظما وانحفر : فمضموم الخدين محفورهما ، وكذلك المرأة مضمومة الخدين محفورتهما ، وإن ارتفعت الوجنتان : فأوجن ، ومؤخر ، وامرأة موجنة .

                                                                                                                الفـم ، الواسع : أفوه ، وإن زاد ، فأهوة ، وامرأة هوتاء : أو صغر جدا ، فصغير الفم ، أو متطامنا فأفقم ، وإن دق شفتاه : فرقيق الشفتين ، أو غلظت ولم يستطع أن يطبقهما : فهو أفوه وامرأة فوهاء ، وغليظ الشفتين يسيرا يقال : غليظ الشفتين ، فإن كثر ذلك : فأتلم ، وامرأة تلماء ، فإن انقلبت الشفة العليا واسترخت كشفة البعير : فأهدل ، وامرأة هدلاء ، وإن اسود ما ظهر من لحم الشفتين : فألعس ، وامرأة لعساء ، فإن انشقت العليا في الخلقة كشفة البعير : فأعلم ، أو السفلى ، فأفلح ، أو كلاهما فأشرم ، وامرأة شرماء ، وإن كان يلفظ في كلامه بالفاء قيل : فأفاء ، وامرأة كذلك ، أو تردد بالتاء : فتمتام ، أو غلظ كلامه ، وثقل لسانه : فألفظ ، أو ردد الكلام إلى خيشومه فأخذ ، أو جال لسانه في فيه إذا تكلم : فلجلاج ، أو يبدل الحروف بغيرها : فأرت وألثغ ، وإن لم يتكلم : فأبكم وأخرس ، وامرأة خرساء .

                                                                                                                اللحيـة ، كث اللحية وكثيف شعر اللحية . أو خف : فخفيف شعر اللحية ، أو بعارضيه شعر يسير مفترق ، وفي فيه أكثر من ذلك ، فسقاط ، أو لا شعر بعارضيه بل برقة : فكوسج ، أو كبر سنه : وهو أمرد فاتط ، بالتاء والطاء ، أو لا شعر بعنفقته وهي البصرة التي تحت الشفة السفلى : فأخص العنفقة وأكثف الغمة والعنفقة ، أو توفر شعر العنفقة : فوافر العنفقة ، أو ملآنة بالشعر وما حولها فاسد العنفقة وما حولها ، أو [ ص: 431 ] فيها شعر وحولها نقي : فنقي ما حول العنفقة ، وحالي ما حولها ، أو نقي جانبي العنفقة : فنقي جانبها ، فإن حلت وما حولها : فأكثف العنفقة وما حولها ، أو شعر اللحية أشقر ، فأشقر اللحية ، ويقال : بها شقرة ، أو خفت الشقرة : فأصهب شعر اللحية ، ويقال : بها صهوبة يسيرة ، أو شائبها وهو يخضبها بالحناء فمستور شعر اللحية ، أو يقال : بالحناء .

                                                                                                                الأسنـان ، إذا اتسع ما بين الثنايا العليا : ففلج الثنايا العليا ، وكذلك يقال في السفلى ، وإن كان بينهما واسعا قيل فلجا أو يسيرا ، أو انفرج ما بين الأسنان أو تنظمت الأسنان فمنتظم الأسنان ، والفلجة جميع الأسنان فالج جميع الأسنان أو الأسنان السفلى أو العليا إن كان ذلك في إحدى الجهتين . وإن تفلجت باتساع فمروق الأسنان ، وإن تفلج بعضها ذكرت ذلك ، أو دقت وتحددت فأشنب الأسنان ، وامرأة شنباء . وقيل : الشنب بصيص الأسنان وعذوبة مائها ودقته ، أو تغير شيء من الأسنان ذكرت ذلك على ما هو عليه . وإن اصفرت أو اخضرت فأفلج الأسنان ، وإن برزت فبادي الأسنان ، أو تراكبت فمتراكب الأسنان أو أكت بغير تاء أو تاء ( كذا ) ، أو زاد بين الأسنان سن قيل بين الأسنان زائد ، ويقال شاغية الأسنان ست عشرة عليا ومثلها سفلى ، وقد تكون ثمانية وعشرين ، ثنيتان ورباعيتان ونابان وضاحكان وستة أرحية ، من كل جانب ثلاثة ، وبازل من كل ناجد وهو ضرس الحلم . والأرحى الأضراس ، فتقول ساقط السن الفلاني أو متغيرها أو انقصم فتصفها واسمها ، وإن نحتت قيل منحوت الأسنان .

                                                                                                                العنق ، سالفان ما بين العرض ونقرة القفا ، والأخدعان مكان الجمتين . وإن اعتدل العنق وطال فأجيد ، وامرأة جيداء ، أو طال ورق فأعنق وامرأة عنقاء ، أو مال إلى ناحية فأميل العنق إلى الناحية الفلانية ، أو امتدت وأقبلت على مقدمها فأبرك ، أو قصرت حتى تكاد تلصق بأصله فأوقص وامرأة وقصاء ، وإن لانت واعتدلت فأغيد وامرأة غيداء .

                                                                                                                [ ص: 432 ] اليدان ، إن أعرجت من قبل الكوع إلى خارج اليد فأكوع أو في الأربع تقبض فمقمع ، أو غليظ الكفين فشتن الكفين ، والكرسوع صرف الزند الخنصر ثم البنصر ، ثم الوسطى .

                                                                                                                الصــدر ، إن خرج الصدر فقعس ، ومن جهة الظهر الحدب .

                                                                                                                الرجلان ، إن انقبض وسط قدمه فلا يلامس الأرض فأخمص القدم ، أو في عقدتي إبهامي رجليه شيء مع ميل إلى جهة الأصابع من غير تركيب فهو أجذع ، أو أقبل بإبهاميه على ما بينهما وتركبها فلا حنف .

                                                                                                                النوادر ، انحسار الشعر على جانبي الجهة ويزيد على ذلك أجلح ، أو زاد وأجلى أو زاد إلى اليافوخ فأصلع ، أو اجتمع في وسط الرأس شعره وخلا من جميع الجوانب فأقرع ، أو سال الشعر على القفا فأغم القفا كأغم الوجه ، أو تفلفل فمفلفل الشعر . وإن انشق الحجاب الذي بين المنخرين فأخرم ، أو مقطوع الأنف فأجدع ، أو مقطوع الأذنين فأصلم ، أو إحداهما فأصلم الأذن الفلانية ، أو صغرت الأذنان فأصمع الأذنين ، وعرج المفاصل فدع ، والمقعد مفلوج الرجلين ، وتقدم الثنايا السفلى المعصم وتزاحم الركبتين اصطكاك . وإن انتصب بعض الأصابع قيل منتصب الأصبع الفلاني من الرجل الفلاني . وإذا كان في الشعر جعودة فلا يقال أجعد لكل جعد ، وامرأة جعداء .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية