الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإن عقل الصبي الإسلام : صح إسلامه وردته ) . يعني إذا كان مميزا . وهذا المذهب ، كما قال المصنف هنا . وقاله الشارح ، وصاحب التلخيص في " باب اللقطة " والفروع ، وغيرهم . قال في القواعد الأصولية : هذا ظاهر المذهب ، وجزم به في المنور ، وغيره . وقد أسلم الزبير بن العوام رضي الله عنه وهو ابن ثمان سنين ، وكذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه . حكاه في التلخيص في " باب اللقطة " وقاله عروة . وعنه : يصح إسلامه دون ردته . قال في الفروع : وهي أظهر . وإليه ميل المصنف والشارح . [ ص: 330 ] وعنه : لا يصح شيء منهما حتى يبلغ وعنه : يصح ممن بلغ عشرا ، وجزم به في الوجيز ، واختاره الخرقي ، والقاضي في المجرد في صحة إسلامه . قال الزركشي : هو المذهب المعروف ، والمختار لعامة الأصحاب ، حتى إن جماعة منهم : أبو محمد في المغني ، والكافي جزموا بذلك . انتهى ، وقدمه في المحرر . وعنه : يصح ممن بلغ سبعا . فعلى هذه الروايات كلها : يحال بينه وبين الكفار . قال في الانتصار : ويتولاه المسلمون ، ويدفن في مقابرهم . وأن فريضته مترتبة على صحته كصحته تبعا ، وكصوم مريض ، ومسافر رمضان .

التالي السابق


الخدمات العلمية