الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله تعالى : ( وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) ففيه بحثان :

                                                                                                                                                                                                                                            البحث الأول : أن الإخراج يحتمل وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدهما : أنهم كلفوهم الخروج قهرا .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : أنهم بالغوا في تخويفهم وتشديد الأمر عليهم ، حتى صاروا مضطرين إلى الخروج .

                                                                                                                                                                                                                                            البحث الثاني : أن صيغة " حيث " تحتمل وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدهما : أخرجوهم من الموضع الذي أخرجوكم وهو مكة .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : أخرجوهم من منازلكم . إذا عرفت هذا فنقول : إن الله تعالى أمر المؤمنين بأن يخرجوا أولئك الكفار من مكة إن أقاموا على شركهم إن تمكنوا منه ، لكنه كان في المعلوم أنهم يتمكنون منه فيما بعد ، ولهذا السبب أجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل مشرك من الحرم ، ثم أجلاهم أيضا من المدينة ، وقال عليه الصلاة والسلام : " لا يجتمع دينان في جزيرة العرب " .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية