أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=191وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) ففيه بحثان :
البحث الأول : أن الإخراج يحتمل وجهين :
أحدهما : أنهم كلفوهم الخروج قهرا .
والثاني : أنهم بالغوا في تخويفهم وتشديد الأمر عليهم ، حتى صاروا مضطرين إلى الخروج .
البحث الثاني : أن صيغة " حيث " تحتمل وجهين :
أحدهما : أخرجوهم من الموضع الذي أخرجوكم وهو
مكة .
والثاني : أخرجوهم من منازلكم . إذا عرفت هذا فنقول : إن الله تعالى أمر المؤمنين بأن يخرجوا أولئك الكفار من
مكة إن أقاموا على شركهم إن تمكنوا منه ، لكنه كان في المعلوم أنهم يتمكنون منه فيما بعد ، ولهذا السبب أجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل مشرك من الحرم ، ثم أجلاهم أيضا من
المدينة ، وقال عليه الصلاة والسلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011808nindex.php?page=treesubj&link=30475لا يجتمع دينان في جزيرة العرب " .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=191وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ) فَفِيهِ بَحْثَانِ :
الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : أَنَّ الْإِخْرَاجَ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ كَلَّفُوهُمُ الْخُرُوجَ قَهْرًا .
وَالثَّانِي : أَنَّهُمْ بَالَغُوا فِي تَخْوِيفِهِمْ وَتَشْدِيدِ الْأَمْرِ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى صَارُوا مُضْطَرِّينَ إِلَى الْخُرُوجِ .
الْبَحْثُ الثَّانِي : أَنَّ صِيغَةَ " حَيْثُ " تَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَخْرِجُوهُمْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَخْرَجُوكُمْ وَهُوَ
مَكَّةُ .
وَالثَّانِي : أَخْرِجُوهُمْ مِنْ مَنَازِلِكُمْ . إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَنَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ يُخْرِجُوا أُولَئِكَ الْكُفَّارَ مِنْ
مَكَّةَ إِنْ أَقَامُوا عَلَى شِرْكِهِمْ إِنْ تَمَكَّنُوا مِنْهُ ، لَكِنَّهُ كَانَ فِي الْمَعْلُومِ أَنَّهُمْ يَتَمَكَّنُونَ مِنْهُ فِيمَا بَعْدُ ، وَلِهَذَا السَّبَبِ أَجْلَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُلَّ مُشْرِكٍ مِنَ الْحَرَمِ ، ثُمَّ أَجْلَاهُمْ أَيْضًا مِنَ
الْمَدِينَةِ ، وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011808nindex.php?page=treesubj&link=30475لَا يَجْتَمِعُ دِينَانِ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ " .