الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله تعالى : ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) ففيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : اختلفوا في أن المحسن مشتق من ماذا وفيه وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أنه مشتق من فعل الحسن وأنه كثر استعماله فيمن ينفع غيره بنفع حسن من حيث إن الإحسان حسن في نفسه ، وعلى هذا التقدير فالضرب والقتل إذا حسنا كان فاعلهما محسنا .

                                                                                                                                                                                                                                            الثاني : أنه مشتق من الإحسان ، ففاعل الحسن لا يوصف بكونه محسنا إلا إذا كان فعله حسنا وإحسانا معا ، فالاشتقاق إنما يحصل من مجموع الأمرين .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : قوله : ( وأحسنوا ) فيه وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدها : قال الأصم : أحسنوا في فرائض الله .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : وأحسنوا في الإنفاق على من تلزمكم مؤنته ونفقته ، والمقصود منه أن يكون ذلك الإنفاق وسطا فلا تسرفوا ولا تقتروا ، وهذا هو الأقرب لاتصاله بما قبله ويمكن حمل الآية على جميع الوجوه .

                                                                                                                                                                                                                                            وأما قوله : ( إن الله يحب المحسنين ) فهو ظاهر وقد تقدم تفسيره مرارا .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية