الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4760 - (سيدة نساء المؤمنين فلانة، وخديجة بنت خويلد أول نساء المسلمين إسلاما) (ع) عن حذيفة - (ح) .

التالي السابق


(سيدة نساء المؤمنين فلانة) ؛ أي: مريم، ويحتمل: عائشة (وخديجة بنت خويلد أول نساء المسلمين إسلاما) بل هي أول الناس إسلاما مطلقا، لم يسبقها ذكر ولا غيره، ولخديجة من جموم الفضائل ما لا يساويها فيه غيرها من نسائه، وفي الطبراني عن عائشة (كان إذا ذكر خديجة لم يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها) وعند أحمد عن عائشة (آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء) قال ابن حجر : ومما كافأ به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - خديجة على ذلك في الدنيا أنه لم يتزوج عليها حتى ماتت كما في مسلم عن عائشة ، وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم بالأخبار، فيه دليل على عظيم قدرها عنده ومزيد فضلها؛ لأنها أغنته عن غيرها، واختصت به بقدر ما اشترك غيرها فيه مرتين؛ لأنه عاش بعد ما تزوجها ثمانية وثلاثين عاما انفردت خديجة منها بخمسة وعشرين،وهي نحو ثلثي المجموع، ومع طول المدة صان قلبها من الغيرة ونكد الضرائر، ومما اختصت به ما نطق به هذا الحديث من سبقها نساء هذه الأمة إلى الإيمان فبسبب ذلك يكون لها مثل أجر كل من آمنت بعدها لما ثبت أن (من سن سنة حسنة... الحديث) ، وقد شاركها في ذلك أبو بكر بالنسبة إلى الرجال ولا يعرف ما لكل منهما من الثواب بسبب ذلك إلا الله تعالى، إلى هنا كلام الحافظ

(ع عن حذيفة) بن اليمان، رمز المصنف لحسنه



الخدمات العلمية