الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6060 - (قال الله تعالى: عبدي إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا وإن ذكرتني في ملإ ذكرتك في ملإ خير منهم وأكبر) (هب) عن ابن عباس - (صح) .

التالي السابق


(قال الله تعالى: عبدي) بحذف حرف النداء (إذا ذكرتني خاليا) عن الخلائق أو عن الالتفات لغيري وإن كنت معهم (ذكرتك خاليا) ؛ أي: إن ذكرتني بالتنزيه والتقديس سرا ذكرتك بالثواب والرحمة سرا، وقال ابن أبي جمرة: يحتمل كونه كقوله تعالى فاذكروني أذكركم معناه اذكروني بالتعظيم أذكركم بالإنعام، وقال تعالى ولذكر الله أكبر ؛ أي: أكبر العبادات فمن ذكره وهو خائف أمنه أو مستوحش آنسه ألا بذكر الله تطمئن القلوب (وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكبر) وفي رواية بدله (خير من الذين ذكرتني فيهم) وهذا تنويه عظيم بشرف الذكر، قال بعض العارفين: الذاكر ربه حياته متصلة دائمة لا تنقطع بالموت فهو حي وإن مات بحياة هي خير وأتم من حياة المقتول في سبيل الله ومن لا يذكر الله ميت وإن كان في الدنيا بين الأحياء فإنه حي بالحياة الحيوانية وجميع العالم حي بحياة الذكر فمثل الذاكر وغيره مثل الحي والميت وإنما كان الذاكر أفضل من الشهيد الغير الذاكر لقوله في الخبر المار (ألا أخبركم بأفضل … إلخ)

(هب عن ابن عباس ) ورواه عنه البزار ، قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن معاذ العقدي وهو ثقة



الخدمات العلمية