الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4565 - (زن وأرجح) (حم 4 ك حب) عن سويد بن قيس - (صح) .

التالي السابق


(زن وأرجح) بفتح الهمزة وكسر الجيم؛ أي: أعطه راجحا والرجحان الثقل والميل اعتبر في الزيادة، وذلك ندب منه إلى إرجاح الوزن ومثله الكيل عند الإيفاء لا الاستيفاء؛ لقوله تعالى وأوفوا الكيل إذا كلتم لمعنيين: العدل والإحسان إن الله يأمر بالعدل والإحسان أما العدل فإنه لا تتحقق براءة ذمته إلا بأن يرجحه بعض الرجحان فيصير قليل الرجحان من طريق الورع والعدل الواجب كأن يغسل جزءا من الرأس ليتحقق استيعاب الوجه وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والثاني الإحسان إلى من له الحق، و(خياركم أحسنكم قضاء) كما في الخبر الآتي وهذا قاله، وقد اشترى سراويل، وثم رجل يزن بالأجر؛ أي: في السوق والأمر محتمل للإباحة، وفي أوسط الطبراني أن الثمن كان أربعة دراهم، وفيه صحة هبة المجهول المشاع؛ لأن الرجحان هبة وهو غير معلوم القدر وثبوت شراء السراويل لا أنه لبسها، وقول الهدى الظاهر أنه إنما اشتراها ليلبسها غير ظاهر؛ فقد يكون اشتراها لبعض عياله، ومن عزى إلى الهدى الجزم بلبسها كالحجازي في حاشية الشفاء ثم رده بأنه سبق قلم، لم يصب إذ الموجود فيه ما ذكر به، نعم، جاء في رواية لأبي يعلى شديدة الضعف عن أبي هريرة أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - اشترى سراويل من سوق البزازين بأربعة دراهم، وأنه قال له: يا رسول الله، وإنك تلبس السراويل؟ قال: أجل، في السفر والحضر، وبالليل وبالنهار، فإني أمرت بالستر، فلم أجد أستر منه، [تنبيه] قال ابن القيم : "قد باع النبي - صلى الله عليه وسلم - واشترى، وشراؤه أكثر، وآجر واستأجر وإيجاره أكثر وضارب وشارك، ووكل وتوكل وتوكيله أكثر، وأهدى وأهدي له، ووهب واتهب، واستدان واستعار، وضمن عاما وخاصا، ووقف وشفع، فقبل تارة ورد أخرى، فلم يغضب، ولا عتب، وحلف واستحلف، ومضى في يمينه تارة، وكفر أخرى، ومازح وورى، ولم يقل إلا حقا، وهو القدوة والأسوة"

(حم 4 ك حب) وكذا البخاري في تاريخه (عن سويد) بالتصغير (بن قيس) العبدي [ ص: 66 ] أبي مرحب، صحابي مشهور نزل بالكوفة، قال: جلبت أنا ومخرفة العبدي بزا من هجر، فأتينا به مكة ، فأتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن بمنى، فاشترى منا سراويل فبعناه منه، فوزن ثمنه، وثم وزان يزن بالأجر، فقال: يا وزان، زن وأرجح، قال الترمذي : حسن صحيح، وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم، وأورده ابن الجوزي في الموضوع، وقال في الإصابة: سويد بن قيس العبدي روى عنه سماك بن حرب أن النبي - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم - اشترى من رجل سراويل، أخرجه أصحاب السنن، واختلفوا فيه على سماك؛ أي: ففيه اضطراب، قال: وفي سنده المسيب بن واضح، فيه مقال



الخدمات العلمية