الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1371 ص: واحتجوا في ذلك بما قد حدثنا يزيد بن سنان ، قال: أنا بشر بن عمر ، وحبان بن هلال، قالا: ثنا شعبة، قال: أخبرني أبو حصين ، عثمان بن عاصم الأسدي ، عن أبي عبد الرحمن ، قال: قال عمر : - رضي الله عنه -: "أمسوا فقد سنت لكم الركب".

                                                [ ص: 206 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 206 ] ش: أي احتج الآخرون فيما ذهبوا إليه -من وضع اليدين على الركبتين شبه القابض وتفريق الأصابع- بحديث عمر - رضي الله عنه -.

                                                وأخرجه بإسناد صحيح، وحبان: بفتح الحاء، وتشديد الباء الموحدة.

                                                وأبو حصين: بفتح الحاء وكسر الصاد.

                                                وأبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن حبيب بن ربيعة -بالتصغير- الكوفي القارئ ولأبيه صحبة روى له الجماعة.

                                                وأخرجه الترمذي : ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، قال: أنا أبو حصين ، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: قال لنا عمر بن الخطاب: "إن الركب سنت لكم، فخذوا بالركب".

                                                قال أبو عيسى: حديث عمر حديث حسن صحيح.

                                                وأحرجه النسائي : أنا سويد بن نصر، قال: أبنا عبد الله ، عن سفيان ، عن أبي حصين ، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: قال عمر - رضي الله عنه -: "إنما السنة الأخذ بالركب".

                                                وفي رواية له : سنت لكم الركب، فأمسكوا بالركب".

                                                قوله: "أمسوا" أمر من الإمساس، والمعنى: أمسوا أيديكم ركبكم.

                                                "فقد سنت لكم الركب" يعني سن إمساسها والأخذ بها، وصورة الأخذ ما ذكره الطحاوي .

                                                وفي "المغني" لابن قدامة: قال أحمد: ينبغي له إذا ركع أن يلقم راحتيه ركبتيه، ويفرق بين أصابعه، ويعتمد على ضبعيه وساعديه ويسوي ظهره ولا يرفع رأسه ولا ينكسه.




                                                الخدمات العلمية