الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1406 1407 ص: حدثنا يزيد بن سنان، قال: ثنا يحيى بن سعيد ، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن مطرف ، عن عائشة - رضي الله عنها -: "أن النبي - عليه السلام - كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح". ) .

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا سعيد بن عامر، قال: ثنا شعبة ، عن قتادة ... فذكر مثله بإسناده.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان طريقان صحيحان ويحيى بن سعيد هو القطان ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير والكل رجال الصحيح ما خلا شيخي الطحاوي .

                                                فكالأول أخرجه مسلم : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: ثنا محمد بن بشر، قال: نا سعيد بن أبي عروبة،عن قتادة ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، أن عائشة نبأته: "أن رسول الله - عليه السلام - ... " إلى آخره نحوه.

                                                وكالثاني أخرجه النسائي : أنا بندار محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان وابن أبي عدي، قالا: ثنا شعبة ، عن قتادة ... إلى آخره نحوه.

                                                [ ص: 257 ] وقال أبو داود : ثنا مسلم بن إبراهيم، نا هشام ، عن قتادة ، عن مطرف ، عن عائشة ... إلى آخره نحوه.

                                                قوله: "سبوح قدوس" يرويان بالضم والفتح، والفتح أقيس، والضم أكثر استعمالا، وقال الخطابي: لم يأت من الأسماء على فعول -بضم الفاء- إلا سبوح وقدوس وقد يفتحان كسفود، وكلوب، وقال ثعلب: كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر، وكذلك الروح، وقال أبو الحسن الهنائي: ومعنى سبوح قدوس: تسبيح وتقديس وتعظيم، ويقال: القدوس: الطاهر من العيب. وقال ابن فارس وغيره: معنى السبوح: المسبح أي المبرأ من النقائض والشريك وكل ما لا يليق بالإلهية، ومعنى القدوس: المقدس أي المطهر من كل ما لا يليق بالخالق. وقال الهروي: قيل: القدوس: المبارك.

                                                قوله: "رب الملائكة والروح" قيل: الروح: ملك عظيم، وقيل: خلق لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة، وقيل: يحتمل أن يكون جبريل - عليه السلام -، وقيل: الروح صنف من الملائكة، وقيل: يحتمل أن يراد الروح الذي به قوام كل حي، أي رب الملائكة ورب الروح.

                                                فإن قيل: ما موقع قوله: "سبوح قدوس" من الإعراب؟

                                                قلت: هما خبرا مبتدأ محذوف تقديره ركوعي وسجودي لمن هو سبوح قدوس، وقال القاضي عياض: وقيل فيه: سبوحا قدوسا على تقدير أسبح سبوحا أو أذكر أو أعظم أو أعبد أو نحو ذلك.




                                                الخدمات العلمية