الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1576 1577 ص: وخالفه في ذلك أبو موسى الأشعري، ، فروي عنه في ذلك، عن النبي - عليه السلام - ما قد حدثنا أبو بكرة ، وابن مرزوق، قالا: ثنا سعيد بن عامر، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، عن حطان بن عبد الله الرقاشي ، قال: سمعت أبا موسى الأشعري - رضي الله عنه - يقول: " إن رسول الله - عليه السلام - خطبنا، فعلمنا صلاتنا وبين لنا سنتنا، فقال: إذا كان في القعدة فليكن من قول أحدكم: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام -أو قال: سلام شك سعيد- عليك أيها النبي [ ص: 472 ] ورحمة الله، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله".

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا عفان، قال: ثنا همام، قال: ثنا قتادة، قال: ثنا أبو غلاب يونس بن جبير، أن حطان بن عبد الله الرقاشي حدثه قال: قال لي أبو موسى الأشعري: "إن رسول الله - عليه السلام - خطبنا فعلمنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا، فقال: إذا كان عند القعدة فليكن من قول أحدكم: التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وخالف عمر- رضي الله عنه - أيضا -في تشهده المذكور- أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس .

                                                وأخرجه من طريقين صحيحين، قد ذكرهما بعينهما في باب "الخفض في الصلاة هل فيه تكبير؟ " غير أن ها هنا زاد أبا بكرة .

                                                وقد ذكرنا هناك أن مسلما أخرجه مطولا، وكذلك البزار في "مسنده" .

                                                واستدلت جماعة بقوله: "فليكن من قول أحدكم: التحيات، وفي رواية أبي داود: "فليكن من أول قول أحدكم" على أنه يقول في أول جلوسه، ولا يقول: بسم الله، وقال النووي: وليس هذا الاستدلال بواضح; لأنه قال: فليكن من أول قول أحدكم، ولم يقل: فليكن أول قول أحدكم.

                                                قلت: الاستدلال به واضح; لأن كلمة "من" لابتداء الغاية، ومعناه: فليكن ابتداء أول قول أحدكم: التحيات، فإذا ابتدأ أولا بـ"بسم الله" لا يكون ابتداء أول القول بالتحيات. فافهم.




                                                الخدمات العلمية