الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              147 [ ص: 34 ] باب: من غش فليس مني

                                                                                                                              وقال النووي في الجزء الأول: (باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من غشنا فليس منا". ) وهو في المنتقى في: (باب وجوب تبيين العيب ) ، من كتاب البيوع.

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص109 ج2 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللا، فقال: "ما هذا ؟ يا صاحب الطعام!" قال: أصابته السماء، يا رسول الله!

                                                                                                                              قال أفلا جعلته فوق الطعام! كي يراه الناس ؟ من غش فليس مني"
                                                                                                                              ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم مر على صبرة طعام ) بضم الصاد وإسكان الباء.

                                                                                                                              قال الأزهري: "الصبرة": الكومة المجموعة من الطعام. سميت صبرة، لإفراغ بعضها على بعض، ومنه قيل للسحاب فوق السحاب: "صبير" ) .

                                                                                                                              [ ص: 35 ] (فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللا، فقال: "ما هذا ؟ يا صاحب الطعام!" فقال: أصابته السماء ) أي: المطر. (يا رسول الله! قال: "أفلا جعلته فوق الطعام، كي يراه الناس ؟ من غش فليس مني" ) . كذا في الأصول، وهو صحيح. ومعناه: ليس على سيرتنا الكاملة، وهدينا.

                                                                                                                              وكان سفيان بن عيينة، يكره قول من يفسره: "بليس على هدينا"، ويقول: بئس هذا القول. يعني: بل يمسك عن تأويله، ليكون أوقع في النفوس، وأبلغ في الزجر.

                                                                                                                              قال في النيل: معناه: ليس من اهتدى بهديي، واقتدى بعلمي وعملي، وحسن طريقتي. كما يقول الرجل لولده "إذا لم يرض فعله": لست مني. وهكذا في نظائره. مثل قوله: "من حمل علينا السلاح، فليس منا".

                                                                                                                              والحديث: يدل على تحريم الغش. وهو مجمع على ذلك.




                                                                                                                              الخدمات العلمية