الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3505 [ ص: 526 ] باب في رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة

                                                                                                                              ولفظ النووي : (باب بيان الرجلين.. إلخ) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 36 جـ 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك الله لرجلين، يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: "يقتل هذا فيلج الجنة. ثم يتوب الله على الآخر، فيهديه إلى الإسلام، ثم يجاهد في سبيل الله، فيستشهد" ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال عياض : الضحك هنا، استعارة في حق الله تعالى. لأنه لا يجوز عليه سبحانه الضحك المعروف في حقنا. لأنه إنما يصح من الأجسام، وممن يجوز عليه تغير الحالات. والله تعالى منزه عن ذلك.

                                                                                                                              وإنما المراد به: الرضا بفعلهما، والثواب عليه، وحمد فعلهما ومحبته . وتلقي رسل الله لهما بذلك؛ لأن الضحك من أحدنا، إنما يكون عند موافقته ما يرضاه، وسروره وبره لمن يلقاه.

                                                                                                                              [ ص: 527 ] قال: ويحتمل أن يكون المراد هنا. ضحك ملائكة الله تعالى، الذين يوجههم لقبض روحه وإدخاله الجنة. كما يقال: قتل السلطان فلانا. أي أمر بقتله. انتهى.

                                                                                                                              وأقول: الذي قاله عياض ، تأويل لحديث الصفة. وهذه طريقة الخلف. وهو خلاف طريقة السلف، الذين درجوا على التفويض، ولم يقولوا بالتأويل. كيف والتأويل فرع الكذب ؟ ولم يقع بلاء في الدين وفتنة بين المسلمين، إلا من هذه التأويلات، التي لم يرشدنا إليها كتاب الله، ولا سنة رسوله. والذي يتعين علينا في هذا الحديث، وما في معناه من أحاديث الصفات: الإيمان ما جاء عن الله ورسوله كما جاء؛ من غير تأويل، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تشبيه، ولا تمثيل. وهذه الطريقة أسلم الطرق " إن شاء الله تعالى".




                                                                                                                              الخدمات العلمية