الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3537 باب فضل الرباط في سبيل الله

                                                                                                                              وزاد النووي لفظ: " عز وجل".

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 61 جـ 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن سلمان ؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رباط يوم وليلة، خير من صيام شهر وقيامه. وإن مات، جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان ".]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن سلمان) رضي الله عنه؛ (قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم يقول: رباط يوم وليلة، خير من صيام شهر وقيامه) .

                                                                                                                              " الرباط"، بكسر الراء، بعدها موحدة، ثم طاء مهملة. قال في القاموس: " المرابطة ": أن يربط كل من الفريقين خيولهم في [ ص: 475 ] ثغرة، وكل معد لصاحبه. فسمي المقام في الثغر: "رباطا ". ومنه قوله تعالى: وصابروا ورابطوا انتهى.

                                                                                                                              (وإن مات، جرى عليه عمله الذي كان يعمله) .

                                                                                                                              هذه فضيلة ظاهرة للمرابط. وجريان عمله عليه بعد موته: فضيلة مختصة به، لا يشاركه فيها أحد. وقد جاء صريحا في غير مسلم: "كل ميت يختم على عمله، إلا المرابط؛ فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ".

                                                                                                                              (وأجري عليه رزقه) . هذا موافق لقوله تعالى في الشهداء: أحياء عند ربهم يرزقون . وفي حديث آخر: " أن أرواح الشهداء تأكل من ثمار الجنة ".

                                                                                                                              [ ص: 476 ] (وأمن الفتان) بفتح الهمزة وكسر الميم من غير واو. وروي: " أومن " بضم الهمزة وبواو.

                                                                                                                              قال عياض : رواية الأكثرين " الفتان " بضم الفاء جمع " فاتن ". قال: ورواية الطبري بالفتح. وفي رواية أبي داود: " أومن من فتاني القبر " انتهى.

                                                                                                                              قال في القاموس: " الفتان ": اللص، والشيطان. كالفاتن والصانع. " والفتانان ": الدرهم والدينار. ومنكر ونكير. قال في النهاية: وبالفتح: هو الشيطان. لأنه يفتن الناس عن الدين. انتهى.

                                                                                                                              قال في النيل: والمراد ههنا: الشيطان. أو منكر ونكير. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية