الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون .

[6] وإن أحد أي: وإن جاءك أحد. [ ص: 154 ]

من المشركين المأمور بقتلهم استجارك استأمنك بعد انسلاخ الأشهر الحرم.

فأجره فأمنه حتى يسمع كلام الله أي: قراءتك كلام الله؛ ليعلم شرائع الإسلام.

ثم أبلغه مأمنه الموضع الذي يأمن فيه، وهو دار قومه إن لم يسلم، فإن قاتلك بعد، فاقتله.

ذلك المأمور به من الإجارة بأنهم قوم جهلة.

لا يعلمون دين الله، فهم محتاجون إلى سماع كلامه.

ولا خلاف بين الأئمة في جواز أمان السلطان؛ لأنه مقدم للنظر والمصلحة، وكذا أمان الحر جائز بالاتفاق، وأما العبد المسلم إذا أمن شخصا أو مدينة، فقال الثلاثة: يمضي أمانه مطلقا، وقال أبو حنيفة: لا يمضي إلا أن يكون سيده أذن له في القتال.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية