الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " ويقسم للعامل بمعنى الكفاية وابن السبيل بمعنى البلاغ ، لأني لو أعطيت العامل وابن السبيل والغازي بالاسم لم يسقط عن العامل اسم العامل ما لم يعزل ولا عن ابن السبيل اسم ابن السبيل ما دام مجتازا أو يريد الاجتياز ، ولا عن الغازي ما كان على الشخوص للغزو " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وإنما قصد الشافعي بذلك تمييز أهل السهمان وأنهم صنفان :

                                                                                                                                            أحدهما : ما يعطى بالاسم حتى يزول عنه .

                                                                                                                                            والثاني : من يعطى لمعنى يقترن بالاسم لا يراعى زواله عنه ، فأما المعطون بالاسم حتى يزول عنهم فأربعة أصناف :

                                                                                                                                            الفقراء يعطون حتى يستغنوا فيزول عنهم اسم الفقر والمساكين يعطون حتى يستغنوا فيزول عنهم اسم المسكنة ، والمكاتبون يعطون حتى يعتقوا فيزول عنهم اسم الكتابة ، والغارمون يعطون حتى يقضوا ديونهم فيزول عنهم اسم الغرم ، فأما المعطون لمعنى يقترن بالاسم ولا يراعى زوال الاسم عنه فأربعة أصناف :

                                                                                                                                            العاملون يعطون أجورهم وإن سموا بعد الأخذ عمالا .

                                                                                                                                            والمؤلفة قلوبهم يعطون وإن سموا بعد الأخذ مؤلفة .

                                                                                                                                            [ ص: 527 ] والغزاة يعطون وإن سموا بعد الأخذ غزاة ، وبنو السبيل يعطون وإن سموا بعد الأخذ بني السبيل ، ولا يراعى فيهم زوال الاسم عنهم كما يراعى فيمن تقدمهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية