الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3623 - وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا ابن بكير قال: حدثني الليث، عن ابن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء [ ص: 47 ] ، أنه كان جالسا، مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكرنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد الساعدي: "أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيته إذا كبر، جعل يديه حذو منكبيه، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه، ثم هصر ظهره، فإذا رفع رأسه، استوى، حتى يعود كل فقار مكانه، فإذا سجد وضع يديه، غير مفترش، ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة، فإذا جلس في الركعتين، جلس على رجله اليسرى، وإذا جلس في الركعة الآخرة، قدم رجله اليسرى، وجلس على مقعدته".

3624 - قال الشيخ أحمد: رواه البخاري في الصحيح، عن يحيى بن بكير، عن الليث، عن خالد هو ابن يزيد، عن سعيد هو ابن هلال، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء .

3625 - قال: وحدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره، وزاد فيه في الجلوس في الركعتين، عند قوله: "جلس على رجله اليسرى، ونصب اليمنى" وقال في الآخرة: "قدم رجله اليسرى، ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته".

3626 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو سعيد النسوي قال: حدثنا حماد بن شاكر، ومحمد بن يوسف قالا: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا يحيى بن بكير، فذكره. قال البخاري: سمع الليث يزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد بن عمرو بن حلحلة، وابن حلحلة عن عطاء.

3627 - قال الشيخ أحمد: وقد أخبر ابن عطاء، أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصح بذلك وصل الحديث وصحته.

3628 - وقد روينا فيما مضى، من هذا الكتاب، من حديث عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فيهم أبو قتادة، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، وقال فيه: " ثم يهوي إلى الأرض، فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه، فيثني رجله اليسرى، فيقعد عليها، ويفتح أصابع رجليه إذا سجد، ثم يعود، ثم يرفع، فيقول: الله أكبر، ثم يثني رجله، فيقعد عليها معتدلا، ثم يصنع في الركعة الأخرى، مثل ذلك " وذكر الحديث قال: "حتى إذا كان في السجدة، التي فيها التسليم، أخر رجله اليسرى، وقعد متوركا على شقه الأيسر" فقالوا جميعا صدق: هكذا كان يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 48 ] 3629 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا محمد بن سنان القزاز قال: حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، فذكره.

3630 - وفي هذا كيفية القعود فيما بين السجدتين، وبعد السجدة الآخرة من الركعة الأولى، ثم أحال الركعة الأخرى، على الأولى، ثم ذكر كيفية القعود في الركعة الأخيرة.

3631 - وروينا في حديث فليح، عن عباس بن سهل، عن أبي حميد "ثم جلس فافترش رجله اليسرى، وأقبل بصدر اليمنى على قبلته.

3632 - وهذا في التشهد الأول" وليس في حديثه بيان القعود في التشهد الآخر، وإنما هما جميعا في حديث محمد بن عمرو بن عطاء .

3633 - وقد أبطلنا في مسألة رفع اليدين، دعوى من زعم في حديث محمد بن عمرو أنه منقطع.

3634 - وكفاك بمحمد بن إسماعيل البخاري، منتقدا للرواة، وعارفا بصحة الأسانيد وسقيمها، وقد صحح حديث محمد بن عمرو بن عطاء، وأودعه كتابه، الجامع لصحيح الأخبار كما ذكرنا، فلا حجة لأحد في ترك القول به.

3635 - وقد روى مسلم بن الحجاج في كتاب الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن عيسى بن يونس، عن حسين المعلم، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، " يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ ( الحمد لله رب العالمين ) ، وكان إذا ركع، لم يشخص رأسه، ولم يصوبه، ولكن بين ذلك، وكان [ ص: 49 ] إذا رفع رأسه من الركوع، لم يسجد حتى يستوي قائما، وكان إذا رفع رأسه من السجدة، لم يسجد حتى يستوي جالسا، وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفرش رجله اليسرى، وينصب رجله اليمنى، وكان ينهى عن عقبة الشيطان، وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم ".

3636 - أخبرناه أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني قال حدثنا: أبو عبد الله محمد بن يعقوب قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي قال: حدثنا عبد الأعلى بن الحسين المعلم قال: حدثني أبي، فذكره بإسناده، ومعناه.

3637 - وإذا كانت الرجل اليسرى، فرشا للرجل اليمنى، كانت مقعدته على الأرض، كما رواه أبو حميد الساعدي في التشهد الآخر.

3638 - وروي مثل معناه عن عبد الله بن عمر ، أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال: أخبرنا أبو الحسن الطرائفي قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، أن القاسم بن محمد "كان إذا جلس في التشهد، نصب رجله اليمنى، وثنى رجله اليسرى، وجلس على وركه اليسرى، ولم يجلس على قدميه" ثم قال: "أراني عبد الله بن عبد الله بن عمر، وحدثني أن أباه كان يفعل ذلك".

3639 - ورواه عبد الرحمن بن القاسم، عن عبد الله، مختصرا، وفي رواية، ابنه عنه بيان ما اختصره.

[ ص: 50 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية