الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3715 - أخبرنا أبو زكريا، وأبو بكر، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال أخبرني صفوان بن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أنه قال: يا رسول الله، كيف نصلي عليك، يعني في الصلاة؟ قال: " تقولون: اللهم صل على محمد، وآل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد، وآل محمد، كما باركت على إبراهيم ".

3716 - وفي رواية أبي سعيد: "على آل إبراهيم، ثم تسلمون علي".

3717 - وأخبرنا أبو زكريا، وأبو بكر، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: حدثني سعد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الصلاة: "اللهم صل على محمد، وآل محمد، كما صليت على إبراهيم، وآل إبراهيم، وبارك على محمد، وآل محمد، كما باركت على إبراهيم، وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد".

3718 - وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة، فقال: ألا أهدي لك هدية؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك قال: " قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد " [ ص: 69 ] أخرجه البخاري، ومسلم في الصحيح، من حديث شعبة.

3719 - وفيه كالدلالة على أن ذلك في الصلاة، لأن قولهم: قد عرفنا كيف نسلم عليك، إشارة إلى السلام، الذي عرفوه في التشهد، فقولهم: كيف نصلي عليك؟ يعنون في القعود للتشهد، والله أعلم.

3720 - وقد روينا عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل الساعدي، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة، لمن لم يصل على نبي الله صلى الله عليه وسلم".

3721 - وعبد المهيمن هذا غير قوي في الحديث.

3722 - وروينا عن جابر، عن أبي جعفر، عن أبي مسعود الأنصاري، أنه قال: "لو صليت صلاة، لا أصلي فيها على محمد، ما رأيت أنها تتم".

3723 - وفي رواية أخرى: "وعلى آل محمد".

3724 - وجابر هذا هو الجعفي وهو ضعيف.

[ ص: 70 ] 3725 - وروينا عن الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، أنه قال: "من لم يصل، على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد، فليعد صلاته" أو قال: "لا تجزئ صلاته".

3726 - وذكر الشافعي رحمه الله في رواية حرملة، اختلاف الناس في آل محمد صلى الله عليه وسلم، ثم اختار: أنهم بنو هاشم، وبنو المطلب، الذين حرمت عليهم الصدقة، وجعل لهم سهم ذي القربى، من خمس الفيء والغنيمة، واستدل على ذلك، بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الصدقة لا تحل لمحمد، ولا لآل محمد، وإن الله حرم علينا الصدقة، وعوضنا منها الخمس".

3727 - وقال الله عز وجل: ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) ، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم، سهم ذي القربى: بني هاشم، وبني المطلب.

3728 - دل ذلك على أن الذين حرم الله عليهم الصدقة، وعوضهم منها الخمس، والذين أعطاهم رسول الله الخمس، هم: آل محمد الذين أمرنا بالصلاة عليهم، معه.

التالي السابق


الخدمات العلمية