[ ص: 38 ] 17 - باب فتح الإسكندرية
4370 - قال : حدثنا أبو يعلى ، ثنا وهب بن بقية - عن خالد - هو الطحان ، عن أبيه - هو محمد بن عمرو عمرو بن علقمة بن وقاص - عن قال : قال جده - رضي الله عنهما - : عمرو بن العاص الإسكندرية ، فقال عظيم من عظمائهم : أخرجوا إلي رجلا أكلمه ويكلمني ، فقلت : لا يخرج إليه غيري ، فخرجت معي بترجمان ، ومعه ترجمانه ، حتى وضع لنا منبران . فقال : ما أنتم ؟ قلنا : نحن العرب من أهل الشوك والقرظ ، ونحن أهل بيت الله عز وجل ، كنا أضيق الناس أرضا ، وشره عيشا ، نأكل الميتة والدم ، ويغير بعضنا على بعض ، كنا بشر عيش عاش به [ ص: 39 ] الناس ، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ، ولا أكثرنا مالا ، قال : أنا رسول الله إليكم ، يأمرنا بما لا نعرف ، وينهانا عما كنا عليه وكانت عليه آباؤنا ، فشنعنا به ، وكذبنا ، ورددنا عليه مقالته ، حتى خرج إليه قوم من غيرنا ، فقالوا : نحن نصدقك ، ونؤمن بك ، ونتبعك ، ونقاتل من قاتلك ، فخرج إليهم ، وخرجنا إليه ، وقاتلنا وقاتلناه ، فقتلنا ، وظهر علينا وغلبنا ، وتناول من يليه من العرب ، فقاتلهم حتى ظهر عليهم ، فلو يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش ، فضحك ، ثم قال : إن رسولكم قد صدق ، وقد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم ، وكنا عليه ، حتى ظهرت فينا ملوك ، فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم ، ويتركون أمر الأنبياء ، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ، ولم يشارفكم أحد إلا ظهرتم عليه ، فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا ، فتركتم أمر نبيكم ، وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم ، فخلي بيننا وبينكم ، لم تكونوا أكثر عددا منا ، ولا أشد قوة منا ، قال رضي الله عنه : فما كلمت رجلا قط أمكر منه عمرو بن العاص . خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم ، حتى نزلنا
[ ص: 40 ] [ ص: 41 ]