الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        4457 - وقال إسحاق : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن ابن عون ، عن عمير بن إسحاق قال : كان مروان أميرا علينا سنين ، فكان يسب عليا رضي الله عنه كل جمعة على المنبر ، ثم عزل مروان ، واستعمل سعيد بن العاص سنين ، فكان لا يسبه ، ثم عزل سعيد ، وأعيد مروان ، فكان يسبه ، فقيل للحسن بن علي رضي الله عنهما : ألا تسمع ما يقول مروان ؟ فلا ترد شيئا ؟ فكان يجيء يوم الجمعة ، فيدخل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون فيها ، فإذا قضيت الخطبة ، خرج إلى المسجد فصلى فيه ، ثم يرجع إلى أهله ، فلم يرض بذلك مروان ، حتى أهدى له في بيته ، فإنا لجلوس معه ، إذ قيل له : فلان على الباب ، فأذن له ، فدخل فقال : إني جئتك من عند سلطان ، وجئتك بعزمة ، فقال : تكلم ، فقال : أرسل مروان بعلي وبعلي وبك وبك ، وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة ، يقال لها : من أبوك ؟ فتقول : أمي الفرس .

                                                                                        فقال : ارجع إليه ، فقل له : والله لا أمحو عنك شيئا مما قلت بأني أسبك ، ولكن موعدي وموعدك الله ، فإن كنت صادقا يأجرك الله بصدقك ، وإن كنت كاذبا ، فالله أشد نقمة ، قد أكرم الله تعالى جدي أن يكون مثلي مثل البغلة ، ثم خرج ، فلقي الحسين رضي الله عنه في الحجرة فسأله ، فقال : قد أرسلت برسالة ، وقد أبلغتها ، قال : والله لتخبرني بها ، أو لآمرن أن تضرب حتى لا يدرى متى يفرغ عنك الضرب ، فلما رآه الحسن رضي الله عنه قال : أرسله ، قال : لا أستطيع ، قال : لم ؟ قال : قد حلفت ، قال : أرسل مروان بعلي وبعلي وبك وبك ، وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة ، يقال لها : من أبوك ؟ فتقول : أمي الفرس ، فقال الحسين رضي الله عنه : أكلت بظر أمك إن لم تبلغه عني ما أقول له ، قل له : بك وبأبيك [ ص: 268 ] وبقومك ، وآية ما بيني وبينك ، أن تمسك منكبيك من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
                                                                                        .

                                                                                        [ ص: 269 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية