الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 246 ] 59 - باب مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما

                                                                                        4451 \ 1 - قال إسحاق : أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي ، ثنا مهدي بن ميمون ، عن واصل مولى أبي عيينة ، عن يحيى بن عقيل ، عن أبي يحيى ، عن رجل من بني ضبة قال : شهدت عليا رضي الله عنه حين نزل كربلاء ، فانطلق فقام في ناحية فأومأ بيده ، فقال : مناخ ركابهم أمامه ، وموضع رحالهم عن يساره ، فضرب رضي الله عنه بيده الأرض ، فأخذ من الأرض قبضة فشمها ، فقال : واها ، واحبذا الدماء تسفك فيه ، ثم جاء الحسين رضي الله عنه ، فنزل كربلاء ، قال الضبي : فكنت في الخيل الذي بعثها ابن زياد إلى الحسين رضي الله عنه ، فلما قدمت فكأني نظرت إلى مقام علي رضي الله عنه وأشار بيده ، فقلبت فرسي ، ثم انصرفت إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما ، فسلمت عليه وقلت له : إن أباك رضي الله عنه كان أعلم الناس ، وإني شهدته في زمن كذا وكذا قال كذا وكذا ، وإنك والله لمقتول الساعة ، فقال : فما تريد أن تصنع أنت ، أتلحق بنا أم تلحق بأهلك ؟ فقلت : والله إن علي لدينا ، وإن لي لعيالا ، وما أظنني إلا سألحق بأهلي ، قال : أمالا ، فخذ من هذا المال حاجتك [ ص: 247 ] ( وإذا مال موضوع بين يديه ) قبل أن يحرم عليك ، ثم النجا ، فوالله لا يسمع الداعية أحد ، ولا يرى البارقة أحد ، ولا يعنتنا إلا كان ملعونا على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، قلت : والله لا أجمع اليوم أمرين : آخذ مالك ، وأخذلك ، فانصرف وتركه .

                                                                                        ( 214 ) وحديث زينب بنت جحش رضي الله عنها في إخباره صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين رضي الله عنه مضى في كتاب الطهارة ، في باب إزالة النجاسة ، وتقدم شيء منه في فضله في المناقب .

                                                                                        [ ص: 248 ] [ ص: 249 ] [ ص: 250 ] [ ص: 251 ] [ ص: 252 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية