الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 101 ] 20 - باب قتال أهل البغي

                                                                                        4394 \ 1 - قال إسحاق : أخبرنا عبدة بن سليمان ، ثنا سالم المرادي أبو العلاء ، قال : سمعت الحسن رضي الله عنه يقول : لما قدم علي رضي الله عنه البصرة في أمر طلحة وأصحابه رضي الله عنهم ، قام عبد الله بن الكواء ، وابن عباد ، فقالا : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن مسيرك هذا ، أوصية أوصاك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أم عهدا عهده عندك ، أو رأيا رأيته حين تفرقت الأمة ، واختلفت كلمتها ؟ فقال رضي الله عنه : ما أكون أول كاذب عليه صلى الله عليه وسلم ، والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم موت فجأة ، ولا قتل قتلا ، ولقد مكث صلى الله عليه وسلم في مرضه ، كل ذلك يأتيه المؤذن ، فيؤذنه بالصلاة ، فيقول صلى الله عليه وسلم : مروا أبا بكر فليصل بالناس ، ولقد تركني وهو صلى الله عليه وسلم يرى مكاني ، ولو عهد إلي شيئا لقمت به ، حتى عارضت في ذلك امرأة من نسائه صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إن أبا بكر رضي الله عنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يسمع الناس ، فلو أمرت عمر رضي الله عنه فليصل بالناس ، فقال صلى الله عليه وسلم : إنكن صواحب يوسف ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المسلمون في أمرهم ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولى أبا بكر رضي الله عنه أمر دينهم ، فولوه أمر دنياهم ، فبايعه المسلمون ، وبايعته معهم ، فكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني ، وكنت سوطا بين يديه رضي الله عنه في إقامة [ ص: 102 ] الحدود ، فلو كان محاباة عند حضور موته رضي الله عنه لجعلها في ولده ، فأشار بعمر رضي الله عنه ، ولم يأل ، فبايعه المسلمون ، وبايعته معهم ، وكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني ، وكنت سوطا بين يديه رضي الله عنه في إقامة الحدود ، فلو كانت محاباة عند حضور موته رضي الله عنه لجعلها في ولده ، وكره أن يتخير من معشر قريش رجلا ، فيوليه أمر الأمة ، فلا يكون فيه إساءة من بعده إلا لحقت عمر رضي الله عنه في قبره ، فاختار منا ستة . أنا فيهم ، لنختار للأمة رجلا ، فلما اجتمعنا وثب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، فوهب لنا نصيبه منها على أن نعطيه مواثيقا على أن يختار من الخمسة رجلا فيوليه أمر الأمة ، فأعطيناه مواثيقنا ، فأخذ بيد عثمان رضي الله عنه فبايعه ، ولقد عرض في نفسي عند ذلك ، فلما نظرت في أمري ، فإذا عهدي قد سبق بيعتي ، فبايعت وسلمت ، وكنت أغزو إذا أغزاني وآخذ إذا أعطاني ، وكنت سوطا بين يديه رضي الله عنه في إقامة الحدود ، فلما قتل عثمان رضي الله عنه نظرت في أمري ، فإذا الموثقة التي كانت في عنقي لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما قد انجلت ، وإذا العهد لعثمان رضي الله عنه قد وفيت به ، وأنا رجل من المسلمين ليس لأحد عندي دعوى ، ولا طلبة ، فوثب فيها من ليس مثلي ، ( يعني : معاوية رضي الله عنه ) لا قرابته قرابتي ، ولا علمه كعلمي ، ولا سابقته كسابقتي ، وكنت أحق بها منه ، قالا : صدقت ، فأخبرنا عن قتالك هذين الرجلين ، ( يعنيان : طلحة والزبير رضي الله عنهما ) صاحباك في الهجرة ، وصاحباك في بيعة الرضوان ، وصاحباك في المشورة ، فقال رضي الله عنه : بايعاني بالمدينة ، وخالفاني بالبصرة ، ولو أن رجلا ممن بايع أبا بكر رضي الله عنه خلعه لقاتلناه ، ولو أن رجلا ممن بايع عمر رضي الله عنه خلعه لقاتلناه . [ ص: 103 ]

                                                                                        4394 \ 2 - أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي ، عن سالم المرادي ، عن الحسن رضي الله عنه مثله سواء .

                                                                                        قلت : روى أبو داود والنسائي طرفا منه من حديث الحسن ، عن قيس بن عباد .

                                                                                        [ ص: 104 ] [ ص: 105 ] [ ص: 106 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية