الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا محمد بن علي قال سمعت أبي يقول قال عبد الله بن المبارك إذا ابتليت ) بصيغة المجهول والخطاب عام أي امتحنت ( بالقضاء ) أو تعينت له ، وفيه إشارة إلى أن الحكومة والقضاء من أنواع البلاء ، ولهذا اجتنب عنه أبو حنيفة وسائر الأتقياء ( فعليك بالأثر ) بفتحتين أي : باتباع أثره ، واقتفاء أخباره - صلى الله عليه وسلم - وكذا باقتداء الأخبار من الصحابة لقوله : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ، فعليك اسم فعل بمعنى الزمه ويزاد الباء في معموله كثيرا لضعفه في العمل ، قال ميرك : والأثر بالتحريك من رسم الشيء ، وسنن النبي - صلى الله عليه وسلم - آثاره انتهى .

ولما كان القضاء خلافة النبوة ناسب وصية القاضي باتباع الآثار النبوية عند الابتلاء بالقضاء ، ثم إيراد هذا الأثر ، وما في أثره من الخبر الآتي في آخر الكتاب مع عدم ملاءمته لعنوان الباب للاهتمام لشأن علم الحديث ، والأخذ من الثقات في باب الروايات ، وللنصيحة في التوصية كابتداء أكثر كتب الحديث بخبر إنما الأعمال بالنيات ، وللحديث الآتي مناسبة خفية للرؤية ; وهي أنه ورد عن ابن سيرين أنه قال : إني أعتبر الحديث ، ومراده كما قال في النهاية أنه يعبر الرؤيا على الحديث ويجعل له اعتبارا كما يعتبر القرآن في تأويل الرؤيا مثل أن يعبر الغراب بالرجل الفاسق والضلع بالمرأة ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - سمى الغراب فاسقا ، وجعل المرأة كالضلع .

التالي السابق


الخدمات العلمية