الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا أبو داود أنبأنا ) وفي نسخة أخبرنا ( الربيع ، وهو ابن صبيح حدثنا يزيد الرقاشي ) بفتح الراء وتخفيف القاف ( عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حج على رحل ) بفتح فسكون أي : قتب ( رث ) بفتح راء وتشديد مثلثة أي : خلق عتيق ( وقطيفة ) أي : وعلى قطيفة فيفيد أنها كانت فوق الرحل وأنه - صلى الله عليه وسلم - راكب فوقها لا أنه لابس لها على ما سبق تحقيقها ( كنا نرى ) بضم نون وفتح راء أي : نظن ( ثمنها أربعة دراهم ) ذكره ميرك شاه ، وقال الحنفي : نرى مجهولا معناه نظن ومعلوما معناه نعلم ونعتقد ؛ لأن الرؤية بمعنى الإبصار لا يتعدى إلى مفعولين ، قال : والحديث بظاهره يدل على أن ثمنها أربعة دراهم ، وهذا لا يلائم ما سبق من قوله وعليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم ولو كانت القصة متعددة لا إشكال ، أقول القضية متحدة والرواية غير متعددة فإثبات المساواة [ ص: 185 ] على التنزل والمسامحة ونفيها على المضايقة والمماسكة ( فلما استوت به راحلته ) قال التوربشتي : أي : رفعته مستويا على ظهرها ، وقال الطيبي : قوله " به " حال أي استوت راحلته ملتبسة به ويحتمل أن تكون الباء للتعدية ثم الراحلة من البعير القوي على الأسفار والأحمال ، والذكر والأنثى فيه سواء ، والهاء فيها للمبالغة كذا في النهاية ، وقد ورد ( الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة ) .

والفاء في فلما للتفصيل وجوابه ( قال ) أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - ( لبيك ) أي : إقامة على إجابتك بعد إقامة من ألب بالمكان إذا قام والأصل ألببت على خدمتك إلبابا بعد إلباب ( بحجة لا سمعة فيها ولا رئاء ) بالهمزة ، وهو الموافق للقراءات السبعة ، وأما ما ضبطه في الأصل بالياء فلا وجه له إذ صرح في المغرب بأن الياء وإن كان قوله غير صواب إذ قرأ أبو جعفر من العشرة بالياء ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية