الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا محمد بن علي ، حدثنا النضر بن عون ، عن ابن سيرين ) وهو غير منصرف لما سبق ( قال : هذا الحديث ) أي : هذا التحديث ، أو علم الحديث ، أو جنس الحديث ( دين ) أي : مما يجب أن يتدين به ، ويعتقد ، أو يعمل بمقتضاه ( فانظروا عمن تأخذون دينكم ) قال ميرك : وقع في أكثر الروايات بلفظ إن هذا العلم دين إلخ .

كما رواه مسلم وغيره ، قلت ، وفي رواية الديلمي عن ابن عمر مرفوعا ، ولفظه العلم دين والصلاة دين فانظروا عمن تأخذون هذا العلم ، وكيف تصلون هذه الصلاة ، فإنكم تسألون يوم القيامة ، قال الطيبي : التعريف فيه للعهد ، وهو ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - لتعليم الخلق من الكتاب والسنة ، وهما أصول الدين ، والمراد بالمأخوذ منه العدول الثقات المتقنون ، وعن صلة تأخذون على تضمين معنى تروون ، ودخول الجار [ ص: 303 ] على الاستفهام كدخوله في قوله على من تنزل الشياطين وتقديره تأخذون عمن ، وضمن انظروا معنى العلم ، والجملة الاستفهامية سدت مسد المفعولين تعليقا ، والله سبحانه أعلم تحقيقا ، وبعونه يوجد العلم لغيره توفيقا ، والحمد لله أولا وآخرا ، والصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود باطنا وظاهرا ، وقد فرغ مؤلفه عن تسويده بعون الله وتأييده منتصف شعبان المعظم في الحرم المحترم المكرم ، عام ثمان بعد الألف المفخم ، وأنا أفقر عباد الله الغني ، خادم الكتاب القديم والحديث النبوي ، علي بن سلطان محمد الهروي ، عاملهما الله بلطفه الخفي ، وكرمه الوفي آمين .

الحمد لوليه ، والصلاة على نبيه ، وبعد : فقد تم بعون الله وحسن توفيقه طبع كتاب ( جمع الوسائل في شرح الشمائل ) للإمام الجليل خاتمة المحققين علي بن سلطان محمد الهروي المشهور بملا علي القارئ مطرز الحواشي بشرح الإمام المحدث الشيخ عبد الرءوف المناوي المصري ، على متن الشمائل أيضا لعلم الرواية ، عالم الدراية الإمام الترمذي ، رحم الله الجميع ، وأنزلهم من منازل فضله العميم المكان الرفيع ، على ذمة ملتزمي طبعه السادات الموقرين ( أحمد ناجي الجمالي ، ومحمد زاهد ، ومحمد أمين الخانجي وأخيه ) وذلك بالمطبعة الأدبية الكائنة بسوق الخضار القديم بمحروسة مصر ، في سنة ثلاثمائة وثمانية عشر بعد الألف من الهجرة النبوية ، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية وشرف وكرم وعظم

التالي السابق


الخدمات العلمية