المسألة الثانية : اختلفوا في أنهم أي شيء كانوا يكتمون ؟ فقيل : كانوا يكتمون صفة محمد  صلى الله عليه وسلم ونعته والبشارة به  ، وهو قول  ابن عباس  وقتادة  والسدي  والأصم  وأبي مسلم  ، وقال الحسن    : كتموا الأحكام وهو قوله تعالى : ( إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله    ) [ التوبة : 34 ] . 
المسألة الثالثة : اختلفوا في كيفية الكتمان ، فالمروي عن  ابن عباس    : أنهم كانوا محرفين يحرفون التوراة والإنجيل . 
وعند المتكلمين هذا ممتنع ؛ لأنهما كانا كتابين بلغا في الشهرة والتواتر إلى حيث يتعذر ذلك فيهما ، بل كانوا يكتمون التأويل ؛ لأنه قد كان فيهم من يعرف الآيات الدالة على نبوة محمد  عليه السلام ، وكانوا يذكرون لها تأويلات باطلة ، ويصرفونها عن محاملها الصحيحة الدالة على نبوة محمد  عليه السلام ، فهذا هو المراد من الكتمان ، فيصير المعنى : الذين يكتمون معاني ما أنزل الله من الكتاب    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					