ظاهرة التشيـخ [1] في السنغال
ليست الطائفة التي كانت تزور من حين لآخر قصور أمراء السنغال سوى الجماعة التي ستعرف فيما بعد باسم " الشيوخ " حيث تزامنت ظاهرتها وظهور الإسلام نفسه في هـذا القطر، إذ يعود إليها الفضل في [ ص: 120 ] انتشار الديانة الإسلامية في غربي أفريقيا كله، كما سبقت الإشارة.
ولدينا شهادة عدد من الأوروبيين الذين زاروا السنغال في القرن الخامس عشر الميلادي، ولاحظوا حضور شيوخ برابرة وعرب في قصور ملوك ( كاجور ) و ( جولوف ) فكان هـؤلاء الشيوخ يصحبون الأمراء " لأنهم -الشيوخ- يلقنونهم الفقه " دامو " [سنة 1455م ] ويقول " كولهو COELHO " : " كان بحضرة ملك سالوم شيخ، وأن هـذا الملك كان يتجول مع عدد كبير من الشيوخ البيض القادمين من تلمسان " [2] وبفعل التطور الهائل الذي حدث بالسنغال عبر مساره التاريخي، فإن دور الشيخ عرف تطورا وتنوعا كبيرا نجم عنه بروز طوائف في إطار العمل في الحقل الإسلامي لظهور الطرق الصوفية: شيوخ من صانعي الطلاسم، وشيوخ من رجال الأعمال، وجماعة الضغط السياسي ...