الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أهـم الجماعـات اللغويـة

(أ ) جماعة " أولوف " [OULOF]

وهي أكبر وأهم جماعة في السنغال؛ إذ تستقطب أكثر من 40% من مجموع السكان، وكان موطنها الأصلي الشمال الغربي والغرب والوسط الغربي من البلاد، وتوجد بكثرة في المراكز الحضرية. وتفوق لغتها أية لغة أخرى -حتى الفرنسية التي هـي اللغة الرسمية والإدارية- من حيث الانتشار.

تشتغل جماعة " أولوف " بالزراعة والتجارة، وتحتفظ بأكثر الوظائف في القطاعين العام والخاص، وأكثر من 80% من الوظائف العليا في الجهازين الإداري والسياسي في الدولة.

وقد انتشر الإسلام بين هـذه الجماعة من تاريخ قديم جدا، لكنه لم يعم مختلف فئاتها إلا في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. وتنتمي غالبيته " أولوف " إلى التجانية [1] والمريدية وبينها عدد ضئيل لا يزال متمسكا بالقادرية .

(ب ) جماعة " السرير " [SERERE]

تقطن مع جماعة " أولوف " في عدد من الأقاليم، لكنها تتمركز بالدرجة الأولى في الساحل الغربي والوسط الغربي، وتتعاطى الزراعة، ولم ينتشر الإسلام بين أفرادها إلا منذ عهد قريب نسبيا؛ وقد وجدت [ ص: 27 ] النصرانية بعض الأتباع من " السرير " ، كما لا تزال المعتقدات التقليدية حية فيها، ولها أتباعها وكهنتها، لكنها تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام تقدم الإسلام. وينتسب مسلمو " السرير " إلى الطريقة التجانية والمريدية .

(ج) " بول وتكلور " [PAUL]

الـ " بول " أو فلاتة، رعاة أبقار غير متمركزين بعدد وافر بإقليم بعينه، وتميل بشرتهم إلى البياض، وملامحهم وسيمة يشبهون الإثيوبيين. دخل الفلاتيون الإسلام من عهد بعيد، غير أن طائفة " توكلور " -وهي تتكلم بلغة " بولار " مثل: " بول - الرعاة " - تسكن أصلا حول ضفاف نهر السنغال ، وبالأخص في القسم الغربي منه، وقد أسلمت قبل وصول المرابطين المنطقة، وأدت دورا هـاما في نشر الإسلام في المناطق المجاورة لها، وتشتغل بالزراعة، وبفعل جفاف شمالي السنغال هـاجر عدد من أفرادها إلى مناطق أخرى. وينتمي حوالي 90% من التوكلور والبول إلى الطريقة التجانية.

(د) جماعة " جولا " [DIOLA]

توجد " جولا " في جنوبي السنغال المعروف باسم " كازامنسا " - [CASAmANCE ] وتتعاطى الزراعة، وخصوصا زراعة الأرز، وتم إدخالها في الإسلام على يد جارتها " ماندنكي " ، وتبلغ نسبة الإسلام بينها 70% على أن الإرساليات التنصيرية بدأت تبذل جهدا كبيرا لنشر النصرانية بين ظهرانيها، وخصوصا في مقاطعة " ووسوي - OUSSOUYE " ومنذ فترة قريبة، بدأت جهات إسلامية سنغالية تهتم بالمنطقة لنشر الإسلام فيها، ومنافسة البعثات الكاثوليكية والبروتستانية . وتنتمي هـذه الجماعة إلى الطريقة القادرية وبدأت التجانية تشق طريقها نحوهم. [ ص: 28 ]

(هـ) جماعة ماندنيكي " [mANDINKE],

وجاخانكي [DIAKHANKE ] وبامبارا [BAmBARA ]

لا تتجاوز نسبة هـذه الجماعة 7% من مجموع السكان، يقطن معظمها في جنوبي وشرقي البلاد. وتتعاطى الزراعة والتجارة، ويعود إسلامها إلى عهد إمبراطورية مالي ، وتنتسب أغلبيتها إلى الطريقة القادرية .

(و) هـناك مجموعات عرقية ولغوية متميزة

تحتل مراكز دنيا من حيث عدد أفرادها لكن بعضها يؤدي دورا لا يستهان به في مجال التجارة كجماعة سراخولي [SARAKHOULE ] وتقطن في أقصى الشمال الشرقي من السنغال، ولها ماض مجيد في الإسلام حيث إنها مؤسسة مملكة " غانا " التاريخية في القرون الوسطى.

الأديان

الإسلام والنصرانية والمعتقدات التقليدية.

وقد اتضح من خلال هـذه اللوحة التي رسمناها لتعكس التشكيلات العرقية ومواطن كل جماعة ونشاطها ونسبة انتشار الإسلام بينها، أن الديانة الإسلامية تستقطب ما لا يقل عن 95% من السكان في الوقت الذي لا يصل عدد النصارى على مختلف نحلهم ومللهم (200.000 ) نسمة من أصل (6.000.000 ) نسمة.

وتحسن الإشارة إلى أن النصرانية تجد الأتباع من بين جماعتي: " جولا والسرير " على أنه لا تزال هـناك فئة من الجماعتين الآنفتي الذكر تحتفظ بالمعتقدات التقليدية، فلم يستهوها الإسلام ولا النصرانية اللذان يبذلان قصارى الجهد ـكل حسب طريقته الخاصةـ لاستيعاب واحتواء البقية الباقية من أتباع " الأرواحية " ، إلا أن الإسلام يملك في هـذا [ ص: 29 ] السباق على جميع الأوراق الرابحة لكسب المعركة، أضف إلى ذلك أن هـذه الفئة في سبيل الانقراض والتلاشي نهائيا لنفور الشباب من تلك المعتقدات البالية.

التالي السابق


الخدمات العلمية