الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

المسلمون في السنغال (معالم الحاضر وآفاق المستقبل)

عبد القادر محمد سيلا

(ج) مسالك قوافل المسلمين من شمالي أفريقيا كانت هـناك عدة مراكز هـامة في شمالي أفريقيا ينطلق منها الدعاة المسلمون نحو غربي القارة، وسيؤدى " المغرب العربي " دورا طليعيا في نشر عقيدة وحضارة الإسلام فيما وراء الصحراء الكبرى، وسيؤثر أيما تأثير على مسلمي تلك البلاد: فمن شمالي أفريقيا والأندلس جاء وساد المذهب المالكي ، ومنه وفدت الطرق الصوفية: القادرية ، والتيجانية ، والشاذلية ، كما سيأتي بيان ذلك في محله.

أما تحديد تاريخ موثوق به لوصول الإسلام إلى غربي أفريقيا فليس بالسهولة بمكان لعلة بسيطة؛ هـي أن اعتناق غالبية الشعوب الأفريقية للإسلام لم يتم عن طريق حملة عسكرية ليؤرخ له بسقوط مملكة ما [1] ، أو هـزيمة جيوش معادية للمسلمين في واقعة ما، وقيام نظام الإسلام على أنقاضها، إنما انتشرت الديانة الإسلامية في تلك المناطق بفعل احتكاك التجار المسلمين بسكانها، وجهود الشيوخ السياح القادمين من شمالي أفريقيا، وبفضل تفاني الأفريقيين الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام.

على أن التاريخ احتفظ لنا بأسماء مراكز تجارية تقع على الطرف الشمالي من الصحراء الكبرى، كانت تنطلق منها قوافل التجار المحملة [ ص: 50 ] بالبضائع ـمنسوجات وخرزـ يقايضونها بالذهب والعاج والعبيد...

التالي السابق


الخدمات العلمية