فئـة أخرى من الشـيوخ
وهي فئة تتعاطى الطلاسم ، أو ما يسمى بعلم الأسرار ، وترجع ممارسة هـذا اللون من العلم إلى عهود قديمة، ويقال: إن " منسا موسى كانكو " حين اقتنائه للكتب بمصر اشترى عددا من المؤلفات التي تعالج علم السيمياء ؛ وتنطلق جذور تعاطي السيمياء من المغرب ، البلد الذي يقتبس منه السنغال شؤون إسلامه، حيث ذكرت مصادر أنه في بداية القرن الثاني عشر الميلادي صنع المهدي بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية، حرزا في جلد المزواد وأعطاه لمضيف له جزائري وطلب منه الاحتفاظ به دائما لأنه جالب للخير. [1] على أن هـذا النوع من العلم ظهر قبل ابن تومرت، فقي القرن الرابع الهجري اعتنت جهات إسلامية في الشرق الإسلامي بعلم التنجيم وبأسرار الحكمة .
يتطور هـذا النوع من المعرفة تطورا خطيرا في غربي أفريقيا إلى درجة استحالة العثور على متعلم بالعربية دون أن يشتغل به بشكل أو بآخر. [ ص: 124 ]
ومن مساوئه -لا أدري ما إذا كانت له محاسن- أن الاهتمام به يفضي إلى تدني دراسة وفهم الإسلام؛ لأنه يصرف المعتنين به عن طلب العلم الذي يطلق عليه اسم علم الظاهر ، وكثيرا ما يصدف المهتمون بالأسرار عن تلاوة كتاب الله تعالى لانكبابهم على قراءة أدعية وأذكار تشغلهم عن دراسة شؤون دينهم [2] ...