بلاء حضاري
** يلمح الإنسان هـنا أن المسلمين في قضايا دنياهم لا يطبقون هـذه القاعدة، فإذا جاءوا إلى حقل الدعوة والعمل الإسلامي يعفون أنفسهم من المسئولية.
هو بلاء حضاري يصيب الأمرين معا، لأن الأمرين متكاملان، فإذا نظرت إلى مستوانا في الزراعة والخدمات، تجد أن المجتمع الإسلامي عاجز عن أن يحقق الاكتفاء [ ص: 53 ] الذاتي وأن يخدم نفسه.. وما يقض المضجع ويدمي الكبد أن المؤسسات الكبرى التي تعمل استشارات للمشاريع الكبرى مثل الصرف والسدود، هـي مؤسسات أجنبية، بينما نحن نملك العلم والمهندسين، ونحن لا نفرق بين أن يكون عندنا طبيب ممتاز ولا تكون عندنا ممرضة ممتازة مثلا، فكيف بمرضانا يذهبون إلى الخارج ولا يعالجون في داخل الأمة؟.. إنه البلاء الحضاري.
** وفي ختام الحوار وجه الشيخ أحمد العسال الكلمات التالية للعاملين للإسلام:
من الضروري أن ينتبه الإنسان إلى ما في يده، فكثير من الناس تختلط عندهم الأمنيات بالإمكانات، ويمدون أبصارهم إلى خارج ولايتهم.. ولهذا ينبغي أن نبذل جهدا في تحسين كل ثغرة يقف عليها أي مسلم أو أي داعية، فهذا التحسين سيصبح فيما بعد شلالا ضخما يمد الأمة بالنهوض والارتقاء إن شاء الله عز وجل .
"شعبان 1406هـ/أبريل1986م" [ ص: 54 ]