الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  المؤثر والمتأثر

                  إن الظروف الأخيرة التي عاشها العالم الإسلامي خف فيها وزن العلماء، وخف فيها [ ص: 43 ] استيعابهم وإعدادهم حتى لم تعد هـناك مسافة واضحة بين المؤثر والمتأثر. وقد منحنا الله سبحانه وتعالى صورة عظيمة لإعداده أنبياءه.. وحينما ننظر إلى سيرة النبي، نجد كيف أعد الصحابة إعدادا قويا هـائلا .. وحينما نقترب من الدعاة المخلصين الصادقين على مر العصور ممن تركوا بصماتهم على الحياة.. نجد أن إعدادهم كان هـائلا .. ولذلك لا يمكن أن ننتظر حلولا سهلة بدون أن نعطي عناية هـائلة جدا لأدوات التغيير، وهذه الأدوات ما هـي إلا هـؤلاء الدعاة والعاملون للإسلام.. إذ ليس من شك في أن الدعاة للأمة كالرأس للجسد.. هـم العقل الموجه والمربي والقائد.

                  ** ما هـي الطرق والوسائل العملية التي تقترحونها لإعداد دعاة قادرين على القيام بالعملية التغييرية من خلال الظروف المحيطة والإمكانات المتاحة؟

                  إن عملية الإعداد عملية شمولية.. وإن الذين يباشرون هـذا الإعداد ينبغي أن يعاشروا الحياة، وأن يأخذوا أقساطا من المعرفة - مرحليا - فإذا أردنا أن نهيئ طلبة العلم الشرعي ليقوموا برسالة الإسلام، فهناك ثلاثة محاور لابد من أخذها في الاعتبار:

                  أولا : إصلاح منهج العلوم الشرعية، وذلك باستخلاصه من القضايا التي تضيع وقت الطالب؛ حتى نتمكن من إدخاله في الفهم الأصيل للإسلام في مظانه الصحيحة، وفي تجربة الأمة الإسلامية.

                  ثانيا: معرفة العلوم العصرية بطريقة جديدة وشمولية، فمن غير أن نعرف العالم الذي نعيشه، لا نستطيع أن نقدر الخطوات التي سبقت بها الأمة الإسلامية.

                  ثالثا: ممارسة الحياة الإسلامية ممارسة واقعية من خلال وسط إسلامي نظيف.

                  إضافة إلى ذلك، لا بد أن نمنع عن الداعية الفوضى الذهنية . فمن الأشياء التي نشكوها عملية القفز، إذ بينما لا يزال الطالب في مرحلة مبكرة من الدارسة، نأتي ونشوش ذهنيته بقضايا لما يحن موعدها، ولا يتمتع هـو بالعمر العقلي أو الثقافة الكافية لإدراكها ولمعالجتها ومناقشتها أو للحوار فيها.. وهذا يجعله لا يقدر قيمة العلم ومعرفة الحقائق ووضعها في مكانها تماما.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية