- الآليات التعليمية:
ويراد بها، بالاختصار المفيد، المسارات التي تؤدى في مراحل التعليم المختلفة. ويتعين هنا زيادة الاهتمام بما يصطلح عليه بالتعليم الديني الشرعي الذي ينبغي أن تراعى فيه الأمور التالية :
- حصوله في كل مراحل التعليم من الكتاب القرآني والروضة القرآنية إلى التخرج من المعهد أو الجامعة، ضمانا لتراكم تعليمي تدريجي متطور عبر مراحل التعليم كلها.
- انبناؤه على المنظومة الشرعية الفقهية المتكاملة ومسايرته للواقع والحياة، وذلك من أجل تحقيق الشخصية العلمية الفقهية المتجذرة في هويتها والمتكاملة في تكوينها والفاعلة في محيطها.
- مراعاة مستويين من التكوين والتعليم:
الأول: مستوى التكوين الشرعي الفقهي العام الذي يشترك فيه كل المتعلمين على اختلاف تخصصاتهم وتوجهاتهم ومراحل تعلمهم. وقد يراعى في هذا التكوين بعض التنوع، لاختلاف بعض التخصصات، ولكن المهم أن يكون هذا التكوين مبنيا على حد أدنى من التحصيل الذي يكون خير كفيل لصياغة الشخصية المتوازنة والمعتدلة والمنسجمة مع ذاتها وهويتها ومحيطها، وهو ما يبعد الفراغ العلمي والتربوي الذي يتسبب في العنف والتطرف والانحراف. [ ص: 93 ]
الثاني: مستوى التكوين الشرعي الفقهي الخاص الذي يختص ببعض النخب والفئات التي ستوجه لمزاولة نشاط شرعي فقهي معين، كنشاط الإفتاء والإمامة والقضاء، ونشاط التدريس والتقنين والوعظ والإرشاد والمراقبة الشرعية والشؤون الإسلامية المتنوعة. وفي هذا المستوى يتلقى الدارس المنظومة كاملة وبدقة كبيرة وبآليات فاعلة ومثمرة.
- احـترم التعـليم الشـرعي وتقـدير أهله وأربابه، واستبعـاد المخلفات القديمـة البالية التي تجعل من التعليم الديني مدعاة للسخرية والتندر والمزح والاستنقاص. وهذا يدعو إلى إعطاء هذا التعليم مستحقاته المادية والمعنوية، كأن تسند إليه الضوارب العالية على غرار بعض المواد العلمية الأخرى، وأن تبرز آثاره في المجتمع، وأن يحظى بالدعم المادي والقانوني والإعلامي اللازم له.