- الآليات الخطابية والإرشادية:
وهي الوسائل المتبعة في مجال الخطابة والإرشاد الديني والدعوة إلى الإسلام، أحكاما وفكرا وحضارة. وهذه الوسائل جديرة بالعناية والاهتمام، لما لها من قوة تأثير واتساع دائرة الاتصال وديمومة الاتصال واطراده وانتظامه. هذا فضلا عن كون بعض هذه الوسائل ترقى إلى درجة الواجب والمفروض شرعا، كخطبة الجمعة، وهذا له أثره ودوره في توجيه الآخر وتثقيفه وتربيته وحمله على محتوى الخطاب وإرادة المتكلم. [ ص: 94 ]
والناظـر في بعـض الأداء العمـلي لهـذه الوسـائل يدرك نقصا كبيرا في هـذا الأداء، سـواء على صعيد المضمون والمحتوى، أو على صعيد المنهج والأسلوب، أو على صعيد الإفادة من تقنيات العصر البيداغوجية والتعليميـة والإعـلامية، أو على صعيد أهلية الفرد أو الجهة التي تتولى عمليـة الخطابة والإرشاد. وهذا كله يحتاج إلى تقويم دقيق وشامل، وبموضوعية وعلمية، وبإرادة تنشد البناء وتريد الإصلاح وتسعى إلى الأفضل والأصلح والأقوم.
وما يمكن قوله في هذا الصدد: إن على الجهات القائمة على أمر الخطابة والإرشاد والتوعية الدينية، أن تحسن من أدائها في المرحلة الراهنة، وأن تضبط خطة شاملة لوظيفتها في المستقبل، وأن تفيد من وسائل الاتصال ومن المنتجات العلمية والتكنولوجية ومن التطور المعرفي في مجال النفس والمجتمـع وتشكيل العقول وإيجاد الرأي العام، بما يخدم رسالتها ودورها في تقرير الثقافة الواعية والمتوازنة، وبناء الشخصية السوية المعتدلة المضيفة والناهضة.
ولعل الأفراد أو الجهات الموجهة إلى القيام بهذه الوظيفة، تكون ممن يتخرج من الجامعات بعد حيازة ما يكون لازما، من المعارف الشرعية والحياتية والإعلامية والجماهيرية، للقيام بهذه الوظيفة الرائدة. [ ص: 95 ]