قوله تعالى : يا أيها الذين  [ ص: 104 ] آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا  فيه نهي عن الاستنصار بالمشركين  ؛ لأن الأولياء هم الأنصار . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حين أراد الخروج إلى أحد  جاء قوم من اليهود  وقالوا : نحن نخرج معك ، فقال : إنا لا نستعين بمشرك ، وقد كان كثير من المنافقين يقاتلون مع النبي صلى الله عليه وسلم المشركين . وقد حدثنا  عبد الباقي بن قانع  قال : حدثنا أبو مسلم   : حدثنا حجاج   : حدثنا  حماد  عن  محمد بن إسحاق  عن  الزهري   : أن ناسا من اليهود  غزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقسم لهم كما قسم للمسلمين  . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ما حدثنا محمد بن بكر  قال : حدثنا  أبو داود  قال : حدثنا  مسدد  ويحيى بن معين  قالا : حدثنا يحيى  عن  مالك  عن الفضل  عن عبد الله بن نيار  عن  عروة  عن  عائشة  قال يحيى   : إن رجلا من المشركين لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقاتل معه فقال : ارجع ثم اتفقا فقال : إنا لا نستعين بمشرك  . وقال أصحابنا : لا بأس بالاستعانة بالمشركين على قتال غيرهم من المشركين إذا كانوا متى ظهروا كان حكم الإسلام هو الظاهر ، فأما إذا كانوا لو ظهروا كان حكم الشرك هو الغالب فلا ينبغي للمسلمين أن يقاتلوا معهم . ومستفيض في أخبار أهل السير ونقلة المغازي : أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يغزو ومعه قوم من اليهود  في بعض الأوقات وفي بعضها قوم من المشركين  . وأما وجه الحديث الذي قال فيه : إنا لا نستعين بمشرك فيحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يثق بالرجل وظن أنه عين للمشركين ، فرده وقال : " إنا لا نستعين بمشرك " يعني به من كان في مثل حاله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					