الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقوله تعالى : أو عدل ذلك صياما فإنه روي عن ابن عباس وإبراهيم وعطاء ومجاهد ومقسم وقتادة أنهم قالوا : ( لكل نصف صاع يوما ) ، وهو قول أصحابنا . وروي عن عطاء أيضا أنه قال : ( لكل مد يوما ) . وما ذكره الله تعالى في هذه الآية من الهدي والإطعام والصيام فهو [ ص: 141 ] على التخيير لأن ( أو ) يقتضي ذلك ، كقوله تعالى في كفارة اليمين : فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة وكقوله تعالى : ففدية من صيام أو صدقة أو نسك وروي نحو ذلك عن ابن عباس وعطاء والحسن وإبراهيم رواية ؛ وهو قول أصحابنا . وروي عن ابن عباس رواية أخرى أنها على الترتيب . وروي عن مجاهد والشعبي والسدي مثله ؛ وعن إبراهيم رواية أخرى أنها على الترتيب . والصحيح هو الأول ؛ لأنه حقيقة اللفظ ، ومن حمله على الترتيب زاد فيه ما ليس منه ، ولا يجوز إلا بدلالة .

التالي السابق


الخدمات العلمية