قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=27695_32438_34275_19863_32016_29703_32412_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى هذا خطاب عام لسائر المكلفين من الآدميين كما كان قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم nindex.php?page=treesubj&link=21156_21154خطابا لمن كان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ومن جاء بعده من المكلفين من أهل سائر الأعصار ، إلا أنه لمن كان غير موجود على شرط الوجود وبلوغ كمال العقل .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة يدل على فرض ستر العورة ، لإخباره أنه أنزل علينا لباسا لنواري سوآتنا به . وإنما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26أنزلنا لأن اللباس إنما يكون من نبات الأرض أو من جلود الحيوان وأصوافها ، وقوام جميعها بالمطر النازل من السماء . وقيل إنه وصفه بالإنزال لأن البركات تنسب إلى أنها تأتي من السماء ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26وريشا قيل إنه الأثاث من متاع البيت نحو الفرش والدثار . وقيل : الريش ما فيه الجمال ، ومنه ريش الطائر . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26ولباس التقوى قيل فيه إنه العمل الصالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ؛ وسماه لباسا لأنه يقي العقاب كما يقي اللباس من الثياب الحر والبرد . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : هو الإيمان . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : هو الحياء الذي يكسبهم التقوى .
وقال بعض أهل العلم : { هو لباس الصوف والخشن من الثياب التي تلبس للتواضع والنسك في العبادة } . وقد اتفقت الأمة على معنى ما دلت عليه الآية من لزوم فرض ستر العورة ، ووردت به الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15579بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قلت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665063يا رسول الله عورتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك . قلت : يا رسول الله فإذا كان أحدنا خاليا ؟ قال : فإن الله أحق أن يستحيا منه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد الخدري عنه عليه السلام أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=32067لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة . وقد روي
[ ص: 204 ] عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
ملعون من نظر إلى سوأة أخيه قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن يعني عن العورات ؛ إذ لا خلاف في جواز النظر إلى غير العورة.
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=27695_32438_34275_19863_32016_29703_32412_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى هَذَا خِطَابٌ عَامٌّ لِسَائِرِ الْمُكَلَّفِينَ مِنَ الْآدَمِيِّينَ كَمَا كَانَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ nindex.php?page=treesubj&link=21156_21154خِطَابًا لِمَنْ كَانَ فِي عَصْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ جَاءَ بَعْدَهُ مِنَ الْمُكَلَّفِينَ مِنْ أَهْلِ سَائِرِ الْأَعْصَارِ ، إِلَّا أَنَّهُ لِمَنْ كَانَ غَيْرَ مَوْجُودٍ عَلَى شَرْطِ الْوُجُودِ وَبُلُوغِ كَمَالِ الْعَقْلِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ يَدُلُّ عَلَى فَرْضِ سِتْرِ الْعَوْرَةِ ، لِإِخْبَارِهِ أَنَّهُ أَنْزَلَ عَلَيْنَا لِبَاسًا لِنُوَارِيَ سَوْآتِنَا بِهِ . وَإِنَّمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26أَنْزَلْنَا لِأَنَّ اللِّبَاسَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ أَوْ مِنْ جُلُودِ الْحَيَوَانِ وَأَصْوَافِهَا ، وَقِوَامُ جَمِيعِهَا بِالْمَطَرِ النَّازِلِ مِنَ السَّمَاءِ . وَقِيلَ إِنَّهُ وَصَفَهُ بِالْإِنْزَالِ لِأَنَّ الْبَرَكَاتِ تُنْسَبُ إِلَى أَنَّهَا تَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26وَرِيشًا قِيلَ إِنَّهُ الْأَثَاثُ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ نَحْوُ الْفُرُشِ وَالدِّثَارِ . وَقِيلَ : الرِّيشُ مَا فِيهِ الْجَمَالُ ، وَمِنْهُ رِيشُ الطَّائِرِ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=26وَلِبَاسُ التَّقْوَى قِيلَ فِيهِ إِنَّهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ وَسَمَّاهُ لِبَاسًا لِأَنَّهُ يَقِي الْعِقَابَ كَمَا يَقِي اللِّبَاسُ مِنَ الثِّيَابِ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : هُوَ الْإِيمَانُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : هُوَ الْحَيَاءُ الَّذِي يُكْسِبُهُمُ التَّقْوَى .
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : { هُوَ لِبَاسُ الصُّوفِ وَالْخَشِنِ مِنَ الثِّيَابِ الَّتِي تُلْبَسُ لِلتَّوَاضُعِ وَالنُّسُكِ فِي الْعِبَادَةِ } . وَقَدِ اتَّفَقَتِ الْأُمَّةُ عَلَى مَعْنَى مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ مِنْ لُزُومِ فَرْضِ سَتْرِ الْعَوْرَةِ ، وَوَرَدَتْ بِهِ الْآثَارُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=15579بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قُلْتُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665063يَا رَسُولَ اللَّهِ عَوْرَتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ ؟ قَالَ : احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا ؟ قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=32067لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ . وَقَدْ رُوِيَ
[ ص: 204 ] عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
مَلْعُونٌ مَنْ نَظَرَ إِلَى سَوْأَةِ أَخِيهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=30قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ يَعْنِي عَنِ الْعَوْرَاتِ ؛ إِذْ لَا خِلَافَ فِي جَوَازِ النَّظَرِ إِلَى غَيْرِ الْعَوْرَةِ.