قوله تعالى : وابن السبيل هو وكذلك روي عن المسافر المنقطع به ، يأخذ من الصدقة ، وإن كان له مال في بلده ؛ مجاهد وقتادة وأبي جعفر . وقال بعض المتأخرين : { هو من يعزم على السفر ، وليس له ما يحتمل به } وهذا خطأ ؛ لأن السبيل هو الطريق ، فمن لم يحصل في الطريق لا يكون ابن السبيل ، ولا يصير كذلك بالعزيمة كما لا يكون مسافرا بالعزيمة ، وقال تعالى : ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا قال : هو المسافر لا يجد الماء فيتيمم فكذلك ابن السبيل هو المسافر . وجميع من يأخذ الصدقة من هذه الأصناف فإنما يأخذها صدقة بالفقر ، والمؤلفة قلوبهم ، والعاملون عليها لا يأخذونها صدقة ، وإنما تحصل الصدقة في يد الإمام للفقراء ثم يعطي الإمام المؤلفة منها لدفع أذيتهم عن الفقراء وسائر المسلمين ، ويعطيها العاملين عوضا من أعمالهم لا على أنها صدقة عليهم . وإنما قلنا ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ابن عباس فبين أن الصدقة مصروفة إلى الفقراء ، فدل ذلك على أن أحدا لا يأخذها صدقة إلا بالفقر ، وأن الأصناف المذكورين إنما ذكروا بيانا لأسباب الفقر . أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردها في فقرائكم