قوله تعالى هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها نسبهم إلى الأرض ؛ لأن أصلهم وهو آدم خلق من تراب الأرض والناس كلهم من آدم عليه السلام وقيل : إن معناه أنه خلقكم في الأرض . وقوله : واستعمركم فيها يعني : أمركم من عمارتها بما تحتاجون إليه . وفيه الدلالة على وجوب عمارة الأرض للزراعة ، والغراس ، والأبنية . وروي عن : " معناه : أعمركم بأن جعلها لكم طول أعماركم " ، وهذا كقول القائل : " أعمرتك داري هذه " يعني ملكتك طول عمرك . وقال النبي صلى الله عليه وسلم مجاهد ، والعمرى هي العطية إلا أن معناها راجع إلى تمليكه طول عمره ، فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم من أعمر عمرى فهي له ولورثته من بعده وأبطل الشرط في تمليكه عمره ؛ لأنهم كانوا يعقدون ذلك على أنه بعد موته يرجع إلى الواهب . العمرى ، والهبة