قوله تعالى : [ ص: 380 ] ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة قال : يجعلهم مسلمين ، وذلك بالإلجاء إلى الإيمان ، وإنما يكون الإلجاء بالمنع ؛ لأنهم لو راموا خلافه منعوا منه مع الاضطرار إلى حسنه وعظم المنفعة به قوله تعالى : قتادة ولا يزالون مختلفين قال مجاهد وعطاء ، وقتادة أي مختلفين في الأديان يهودي ونصراني ومجوسي ونحو ذلك من اختلاف المذاهب الفاسدة " . وروي عن والأعمش : " في الأرزاق ، والأحوال من تسخير بعضهم لبعض " . قوله تعالى : الحسن إلا من رحم ربك إنما هو استثناء من المختلفين بالباطل بالإطلاق في الإيمان المؤدي إلى الثواب ، فإنه ناج من الاختلاف بالباطل . قوله تعالى : ولذلك خلقهم روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة : " خلقهم للرحمة " . والضحاك
وروي عن أيضا ، ابن عباس والحسن : " خلقهم على علم منه باختلافهم " وهي " لام العاقبة ، قالوا : وقد تكون " اللام " بمعنى " على " كقولك : أكرمتك على برك ولبرك بي . آخر سورة وعطاء هود عليه السلام .