وقوله تعالى : أرسله معنا غدا يرتع ويلعب قيل في يرتع : " يرعى " وقيل : إن الرتع الاتساع في البلاد ، ويقال : يرتع في المال أي هو يتسع به في البلاد ، واللعب هو الفعل المقصود به التفرج والراحة من غير عاقبة له محمودة ، ولا قصد فيه لفاعله إلا حصول اللهو ، والفرح ، فمنه ما يكون مباحا وهو ما لا إثم فيه كنحو ملاعبة الرجل أهله وركوبه فرسه للتطرب والتفرج ونحو ذلك ، ومنه ما يكون محظورا .
وفي الآية دلالة على أن اللعب الذي ذكروه كان مباحا لولا ذلك لأنكره يعقوب عليه السلام عليهم ، فلما سألوه إرساله معهم قال : إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون فذكر لهم حزنه لذهابهم به لبعده عن مشاهدته وأنه خائف مع ذلك أن يأكله الذئب ، فاجتمع عليه في هذه الحال شيئان الحزن ، والخوف ، فأجابوه بأنه يمتنع أن يأكله الذئب ، وهم جماعة وأن ذلك لو وقع لكانوا خاسرين .