الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : وخروا له سجدا يقال : إن التحية للملوك كانت السجود وقيل : إنهم سجدوا لله شكرا له على ما أنعم به عليهم من الاجتماع مع يوسف على الحال السارة ، وأرادوا بذلك التعظيم ليوسف ، فأضاف السجود إلى يوسف مجازا كما يقال : " صلى للقبلة " و " صلى إلى غير القبلة " يعني إلى تلك الجهة . وقول يوسف : هذا تأويل رؤياي من قبل يعني سجود الشمس والقمر والكواكب فكان السجود في الرؤيا هو السجود في اليقظة ، وكان الشمس والقمر والكواكب أبويه وإخوته ويقال في قوله : ورفع أبويه على العرش إن أمه كانت ماتت وتزوج خالته ، روي ذلك عن السدي وقال الحسن وابن إسحاق : كانت أمه باقية " وروي عن سليمان وعبيد الله بن شداد : كانت المدة بين الرؤيا وبين تأويلها أربعين سنة " ، وعن الحسن : كانت ثمانين سنة ، وقال ابن إسحاق : " ثماني عشرة سنة " فإن قيل : إذا كانت رؤيا الأنبياء صادقة فهلا تسلى يعقوب بعلمه بوقوع تأويل رؤيا يوسف قيل له : لأنه رآها وهو صبي ، وقيل : لأن طول الغيبة عن الحبيب يوجب الحزن كما يوجبه مع الثقة بالالتقاء في الآخرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية