427 [ ص: 67 ] ص: وكان من الحجة لهم في ذلك: أنه قد يجوز أن يكون الوضوء الذي أراده النبي - عليه السلام - هو غسل اليد، وفرق بين لحوم الإبل ولحوم الغنم في ذلك لما في لحوم الإبل من الغلظ ومن غلبة ودكها على يد آكلها، فلم يرخص في تركه على اليد وأباح ألا يتوضأ من لحوم الغنم لعدم ذلك منها، وقد روي في الباب الأول في حديث - رضي الله عنه -: جابر فإذا كان ما تقدم منه هو الوضوء مما مست النار ومن ذلك لحوم الإبل وغيرها، كان في تركه ذلك ترك "إن آخر الأمرين من رسول الله - عليه السلام - ترك الوضوء مما غيرت النار" وغيرها، فهذا حكم هذا الباب من طريق الآثار. الوضوء من لحوم الإبل