الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                564 ص: وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضا فيما يدل على إباحة ذكر الله -عز وجل- على غير طهارة ما حدثنا فهد ، قال: نا الحسن بن الربيع، قال: نا أبو الأحوص ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن شهر بن حوشب، قال: ثنا أبو ظبية ، قال: سمعت عمرو بن عبسة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من امرئ مسلم يبيت طاهرا على ذكر الله، فيتعار من الليل يسأل الله شيئا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه". .

                                                [ ص: 219 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 219 ] ش: لما كانت الآثار المذكورة تدل على إباحة ذكر الله على غير وضوء بطريق التضمن أورد أحاديث تدل على ذلك بطريق المطابقة.

                                                وقوله: "روي" مسند إلى قوله: "ما حدثنا فهد" .

                                                ورجال هذا الحديث ثقات، والحسن بن ربيع: ابن سليمان البجلي القسري الكوفي شيخ مسلم وأبي داود والنسائي .

                                                وأبو الأحوص: سلام بن سليم الكوفي .

                                                والأعمش هو سليمان .

                                                وشمر بن عطية: الأسدي الكاهلي، وثقه ابن حبان .

                                                وأبو ظبية بالظاء المعجمة، وقال ابن منده: بالطاء المهملة أيضا. وقال أبو زرعة: لا نعرف أحدا يسميه. وقال العسكري: لا يعرف اسمه، ويقال: اسمه كنيته. وقال الدارقطني: ليس به بأس. وقال ابن معين: ثقة روى له أبو داود وابن ماجه .

                                                وعمرو بن عبسة بفتحات-: ابن عامر السلمي .

                                                وأبو نجيح الصحابي، وهو أخو أبي ذر الغفاري لأمه، وأمهما رملة بنت الوقيعة بن حرام بن غفار، مات بحمص -رحمه الله-.

                                                وأخرجه الطبراني في "الكبير" : ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا الحسن بن الربيع الكوفي، ثنا أبو الأحوص ، عن الأعمش ... إلى آخره نحوه سواء.

                                                قوله: "فيتعار" من تعار الرجل من الليل، إذا هب من نومه مع صوت، وأصله من عار الظليم تعار عرارا، وهو صوته، وبعضهم يقول: عر الظليم يعر عرارا، كما قالوا: زمر النعام يزمر زمارا.

                                                قلت: أصله يتعارر، أدغمت إحدى الرائين في الأخرى؛ لموجب الإدغام وهو اجتماع المثلين من الحرف.




                                                الخدمات العلمية