668 [ ص: 404 ] ص: ومما يدل على ما قلنا من ذلك ما:
حدثنا قال: ثنا عمي أحمد بن عبد الرحمن، ، عن عبد الله بن وهب ، عن ابن لهيعة حدثه أنه سمع أبي الأسود، يخبر، عن عروة -رضي الله عنها- قالت: " عائشة بالمعرس، قريبا من المدينة، ، نعست من الليل، وكانت علي قلادة تدعى السمط، تبلغ السرة، فجعلت أنعس، فخرجت من عنقي، فلما نزلت مع النبي -عليه السلام- لصلاة الصبح، قلت: يا رسول الله، خرت قلادتي. فقال للناس: إن أمكم قد ضلت قلادتها فابتغوها، فابتغاها الناس، ولم يكن معهم ماء، فاشتغلوا بابتغائها إلى أن حضرتهم الصلاة، ووجدوا القلادة، ولم يقدروا على ماء، فمنهم من تيمم إلى الكف، ومنهم من تيمم إلى المنكب، وبعضهم تيمم على (جلده) فبلغ ذلك رسول الله -عليه السلام- فأنزلت آية التيمم. أقبلنا مع النبي -عليه السلام- في غزوة [له] حتى إذا كنا .
ففي هذا الحديث: أن نزول آية التيمم كان بعد ما تيمموا هذا التيمم المختلف، الذي بعضه إلى المناكب، فعلمنا بتيممهم أنهم لم يفعلوا ذلك إلا وقد تقدم عندهم أصل التيمم، وعلمنا بقولها: "فأنزل الله - عز وجل - آية التيمم" الذي نزل بعد فعلهم هو صفة التيمم، فهذا وجه حديث عمار عندنا.