716 ص: ففي هذه الآثار غير معنى ينفي وجوب الغسل: 
أما أحدها: فإن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-  لم يغتسل، واكتفى بالوضوء، ولم يأمره عمر  أيضا بالرجوع لأمر رسول الله -عليه السلام- إياه بالغسل، ففي ذلك دليل على أن الغسل الذي كان أمره به لم يكن عندهما على الوجوب، وإنما كان لعلة ما قال  ابن عباس:   وعائشة   -رضي الله عنهم-، أو لغير ذلك، ولولا ذلك لما تركه عثمان  ولا سكت عمر  عن أمره إياه بالرجوع حتى يغتسل، وذلك بحضرة أصحاب النبي -عليه السلام- الذين قد سمعوا ذلك من النبي -عليه السلام- كما سمعه عمر،  ، وعلموا معناه الذي أراده، فلم ينكروا من ذلك شيئا، ولم يأمروا بخلافه، ففي هذا إجماع منهم على نفي وجوب الغسل.  
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					