ش: أَيْ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَمْرَهُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، فِي الْآثَارِ الْمَذْكُورَةِ، كَانَ أَمْرَ اسْتِحْبَابٍ وَفَضِيلَةٍ؛ وَهُوَ حَدِيثُ nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَإِنَّهُ صَرِيحٌ، بِأَنَّ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ لَيْسَ بِوَاجِبٍ، وَإِنَّمَا هُوَ فَضِيلَةٌ وَحَسَنٌ.

لَا يُقَالُ: إِنَّهُ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَأَحَادِيثُ الْأَمْرِ بِالْغُسْلِ صِحَاحٌ؛ لِأَنَّا نَقُولُ فِيمَا يُخْرِجُهُ أَيْضًا أَحَادِيثُ صِحَاحٌ؛ كَحَدِيثِ nindex.php?page=showalam&ids=24سَمُرَةَ، عَلَى مَا يَأْتِي، وَغَيْرِهِ.

عَلَى أَنَّا لَا نُسَلِّمُ أَنْ يَكُونَ حَدِيثُ nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ ضَعِيفًا لِأَجْلِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ؛ فَإِنَّ nindex.php?page=showalam&ids=13357ابْنَ عَدِيٍّ قَالَ: أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ؛ لِرِوَايَةِ الثِّقَاتِ عَنْهُ. وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ الْبَكَّائِينَ بِاللَّيْلِ.

أَوْ لِأَجْلِ nindex.php?page=showalam&ids=14358الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، فَإِنَّ أَبَا زُرْعَةَ قَالَ: شَيْخٌ صَالِحٌ صَدُوقٌ، وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13357ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ أَحَادِيثُ مُسْتَقِيمَةٌ صَالِحَةٌ، وَلَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا جِدًّا، وَأَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَصَبِيحٌ بِفَتْحِ الصَّادِ.

وَأَمَّا nindex.php?page=showalam&ids=17379يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ الْمُقْرِئُ النَّحْوِيُّ فَإِنَّهُ مِنْ رِجَالِ صَحِيحِ nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ .

وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ: نَا nindex.php?page=showalam&ids=17207نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، نَا nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،

[ ص: 475 ] أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ: nindex.php?page=hadith&LINKID=36136 "مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، يُجْزِئُ عَنْهُ الْفَرِيضَةَ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ".

قَوْلُهُ: "فَبِهَا" أَيْ: فَبِهَذِهِ الْفِعْلَةِ أَوِ الْخَصْلَةِ أَخَذَ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَعْنَاهُ فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ.

وَ: "نِعْمَتْ" أَيْ: نِعْمَتِ الْخَصْلَةُ، وَالْمَخْصُوصُ بِالْمَدْحِ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ: هِيَ.

قَوْلُهُ: "فَحَسَنٌ" أَيْ: فَهُوَ حَسَنٌ، وَالْجُمْلَةُ جَوَابُ الشَّرْطِ.

فَإِنْ قِيلَ: إِلَامَ يَرْجِعُ الضَّمِيرُ؟

قُلْتُ: إِلَى الْغُسْلِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ.

قَوْلُهُ: "وَمَنِ اغْتَسَلَ" كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى

أَيِ: الْعَدْلُ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى.