[ ص: 445 ] فصل
قال البلعمي في الغرر " : ألطف : وإنما يكون عند استشهاده على المجيب بما يلزمه ويقطعه . فإذا أراد المجيب نقله جحد بعض ما استشهد به عليه وإن كان واضحا ، فإذا بينه اختلط الكلامان ، وبه ينقله من المسألة الأولى إلى غيرها ، فيجب على السائل إمعان النظر في مثل هذا . حيل المتناظرين ثلاثة أصناف أحدها : نقل السائل عن سؤال
والثاني : : وهو أن ينظر المجيب إلى أحواله ، فإن كان محتملا لوجوه شتى قسمه على وجوهه ليطيل مناظرة السائل ويشغل قلبه عن قوة المناظرة ، فيبطل غرض السائل في الجدل . فالواجب على السائل أن لا يمكنه من التقسيم ، لئلا يلتبس عليه غرضه . تقسيم السؤال
الثالث : : وهو أن يقصد تكثير الأمثال المضروبة في القرآن ليجبن خصمه ، مثل أن يقول في جواب دعواه : قوله تعالى : { ضرب الأمثال وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت } وقوله : { كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف } فإذا أراد الخصم إلزامه فتعذر عليه وانقطع دونه تلا قوله تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون }