إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين يوسف: 4].
[4] إذ قال يوسف أي: واذكر إذ قال يوسف.
لأبيه ويوسف اسم عبراني لا يجري فيه الإعراب.
يا أبت قرأ أبو جعفر، (يا أبت) بفتح التاء حيث وقع على تقدير: يا أبتاه، ووقفا (يا أبه) بالهاء الساكنة، ووافقهما على الوقف وابن عامر: ابن كثير، وقرأ الباقون، ومنهم ويعقوب، ابن كثير، بكسر التاء؛ لأن أصله (يا أبه)، والجزم يحرك إلى الكسر. ويعقوب:
إني رأيت أحد عشر قرأ (أحد عشر) بإسكان العين، والباقون: بفتحها. أبو جعفر:
كوكبا أي: نجما من نجوم السماء.
والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ولم يقل: رأيتها لي ساجدة، جمعهم جمع العقلاء؛ لوصفهم بالسجود.
وكان يوسف قد رأى في نومه وهو ابن اثنتي عشرة سنة ليلة القدر، ورأى أن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر قد نزلوا فسجدوا له.
روي عن جابر: أن يهوديا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد! [ ص: 391 ] أخبرني عن النجوم التي رآهن يوسف، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزل جبريل فأخبره بذلك، فقال عليه السلام لليهودي: "إن أخبرتك بذلك هل تسلم؟ "، قال: نعم، قال: "جربان؛ والطارق، والذيال، وقابس، وعمودان، والفليق، والمصبح، والصروخ، والفرغ، ووثاب، وذو الكتفين رآها يوسف، والشمس والقمر نزلن من السماء، وسجدن له"، فقال اليهودي: إي والله إنها لأسماؤها.
وكان النجوم في التأويل إخوته، وكانوا أحد عشر؛ لأنه يستضاء بالإخوة كما يستضاء بالكواكب، والشمس أمه، والقمر أبوه.
* * *