حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين .
[110] حتى إذا استيئس الرسل (حتى) متعلقة بمحذوف دل عليه الكلام؛ كأنه قيل: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا، فتراخى نصرهم، حتى إذا استيأسوا عن النصر.
وظنوا أنهم قد كذبوا قرأ نافع، وابن كثير، [ ص: 471 ] وابن عامر، وأبو عمرو، (كذبوا) بالتشديد، يعني: الرسل ظنوا أن الأمم قد كذبوهم تكذيبا لا يرجى بعده إيمانهم، وظنوا بمعنى: أيقنوا، وقرأ الباقون: (كذبوا) بالتخفيف، معناه: ظن الأمم أن الرسل كذبوا في وعيد العذاب. ويعقوب:
جاءهم يعني: الرسل نصرنا فنجي من نشاء قرأ ابن عامر، وعاصم، (فنجي) بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء على ما لم يسم فاعله، وقد أجمعت المصاحف على كتابته بنون واحدة، وقرأ الباقون: بنونين، الثانية ساكنة مخفاة عند الجيم، وتخفيف الجيم وإسكان الياء؛ أي: نحن ننجي من نشاء عند نزول العذاب، وهم المؤمنون. ويعقوب:
ولا يرد بأسنا عذابنا عن القوم المجرمين أي: المشركين.
* * *