وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .
[17] وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم قرأ ، ابن عامر : (تزور ) بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف ؛ مثل : تحمر ، وقرأ الكوفيون : بفتح الزاي وتخفيفها وألف بعدها وتخفيف الراء ، أصله : تتزاور ، فحذفت إحدى التاءين تخفيفا ، وقرأ الباقون : بتشديد الزاي وإثبات الألف ، أصله تتزاور ، قلبت التاء الثانية زايا ، ثم أدغمت ، [ ص: 158 ] والقراءات بمعنى واحد ؛ أي : تميل وتعدل عن كهفهم . ويعقوب
ذات اليمين ظرف لـ (تزاور ) ، والمعنى : نحو الجهة المسماة باليمين .
وإذا غربت تقرضهم تجاوزهم ، وتعدل عنهم .
ذات الشمال وأصل القرض : القطع ، ومنه سمي المقراض ؛ لأنه يقطع به .
وهم في فجوة منه أي : متسع من مكان الكهف ، يصل إليهم النسيم ، ويدفع عنهم كرب الغار ووخمه ، ولا تصل إليهم الشمس عند طلوع ولا غروب .
ذلك من آيات الله عجائبه الدالة على قدرته ، ثم مدحهم فقال :
من يهد الله بأن فتح له طريق الهداية فسلكها فهو المهتد أي : المخلص في إيمانه الذي أصاب الفلاح . أثبت نافع وأبو جعفر الياء في (المهتدي ) وصلا ، وأثبتها يعقوب وصلا ووقفا ، وحذفها الباقون في الحالين . [ ص: 159 ] وأبو عمرو
وذم ضدهم فقال : ومن يضلل أي : يضلله تعالى بخذلانه .
فلن تجد له وليا مرشدا يرشده إلى فلاحه .